الثلاثاء، 28 يناير 2014

أعتراف أب

قصه حقيقية



القصة لأب كبير في السن 
كانت وظيفته معلم لكن زمان أول

وبعد أن تقدم فيه العمر و توفيت زوجته الله يرحمها صار يسكن مع أولاده ليخدموه 

وقد رزقه الله منها أربعة أولاد كلهم ذكور 

وبفضل الله من البارين ولكن لابد من القصور ولو حرص الإنسان

 وأبوهم كان يعرف بقوته وهيبته ونفاذ كلمته 
وعندما شاخ أدركه الضعف والهوان

 وشعر بأن أولاده يدركون هذا الشي 

ويتعاملون معه على أساس هذا المنطلق 

فيقص لي القصة أحد أولاده فيقول 


بأن والدهم أرسل لهم رساله يقول فيها:

العادات غالبا تسوقنا للخطأ
عذرا أولادي على ما بدر مني في صغركم 

كنت شديد القسوة عليكم ليس لأني لا أحبكم 

لا والله بل أنتم أغلى من أنفاسي التي تشق صدري
 ولكن العرف والعادات كانت تقول الأب القاسي هو الوحيد الذي يربي أولاده

 أما الحنون فهو أب فاشل يسوق أبناءه إلى الفشل
فنهجت نهج القوه متوقعا إن ذلك أنفع لكم وأفضل
ولم يكن العلم يؤثر في العادات كثيرا

وكنا نرضي ونراقب المجتمع أكثر من أي شيء آخر وكأن رضاهم سيدخلنا الجنة

سعيد وعلي ومبارك ومحمد
لا تستلون خناجركم الحاده لتغرسوها في صدري كل يوم
عندما أراكم تقبلون أبناءكم وتترفقون بهم 

فو الله إن قلبي يتقطع ألما وأود أن أصرخ وأقول لكم وأنا أيضا كنت أحبكم ولا أزال 

فلماذا عندما يقبل أحدكم ولده ينظر إلي نظره كالخنجر المسلول ليطعن بها قلبي 

وكأنكم تقولون تعلم وافهم كيف ينبغي أن يتعامل الآباء مع الأبناء...



أولادي هذا ليس زمننا ولن يعود شيء فات أوانه
 فلا تعلموا شيخا مالم يعد ينفعه
وإني أطلبكم العذر والسموحة

وإلا فاقتصوا مني الآن ولا تعذبوني بنظراتكم تلك.


يخبرني بالقصة أصغر أولاده اللي هو محمد وهو الآن أبو ٣ أولاد

فيقول محمد : كلنا تأثرنا برسالته وذهبنا نقبل رأسه ويديه وقدميه

 وأجمعنا كلنا بأنه لولا الله ثم تربيته لنا لما كنا رجالا ناجحين

ثم يقول محمد: عندما ذهبت إلى السرير لأنام ظلت كلمات والدي ترن في أذني  

وتؤلمني في قلبي وحينها أجهشت باكيا وبكيت بكاءً مراً فكتبت لأبي قائلا:

أبي الحبيب قد تكون أدركت جزءا من نظراتنا لك حين نحتضن أولادنا 

وهذا دليل فطنتك 

ولكن لا يعلم الغيب إلا الله 
فو الله إني أنظر إليك وأقول ماذا لو قبلني أبي الآن

فأنا وإن كنت كبرت وأصبحت أبا وخالط الشيب سواد شعري فهذا لا يعني أني لا أحتاج حضنك الدافئ وقبلاتك الحارة 

فهل لي بحضن واحد وقبله؟؟؟

وأرسلها إلى جوال أبيه ونام  

و عند الفجر خرج محمد من غرفته لأجل أن يصلي  
فوجد أباه واقفا على عكازه عند الباب ويقول 
تعال يا بوي أضمك إلى صدري 

وضمه إلى صدره وقبّله وبكى الأثنان

 وخرجت زوجة محمد وبكت بكاء شديدا لأجل المنظر المؤثر 

وماهي الا أشهر وتوفي هذا الوالد العظيم.


فترفقوا يا أبناء بوالديكم وقد يكون لديهم ما يقولون 
ولكن لا يستطيعون البوح كما فعل هذا الأب 

فانسوا أي ماضٍ مؤلم 

وتذكروا أن لهم فضل ولو لم يربوكم.. 

فكيف وهم من وقف على مصالحكم 

حتى أصبحتم رجالا راشدين وأمهات

 او عضوات فعاﻻت في المجتمع

اللهم اغفر لآبائنا وارحمهم كما ربونا صغارا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...