لن أستسلم
الأحلام ... حين يسمع أي منكم هذه الكلمة يقفز عقله مباشرة لما يراه
من رؤية في منامه أو كما تسمونها (أحلام) ... دعوني أفسر لكم المعنى الحقيقي لهذه
الكلمة .. لن أتذاكى ولن استخدم مفردات يصعب عليكم فهمها بل سأخبركم بكل بساطة ..
أن الحلم .. ليس مجرد رؤية .. وليس مجرد خيال .. بل هو أقرب إلى الهدف .. دعوني
أعطيكم مثالا .. كلعبة كرة القدم مثلا .. فالحياة ملعب ونحن لاعبون والمصاعب هي
حارس المرمى والأفكار هي الكرة أما الحلم .. فهو الهدف ... حاولوا قدر الامكان أن
تتشبثوا بالكرة التي توصلكم إلى الهدف ولتميزوا بين اللاعبين فبعضهم يساعدكم في
ايصال الكرة إلى الهدف والبعض الآخر يحاول سرقتها. اتبعوا تلك الطريقة وستحققون
أهدافكم ... كما فعلت أختي .....
أنا إياد
رجل .... قارب
الثلاثين من عمره
أعمل في واحدة من
أكبر وأشهر المستشفيات في مدينتي مع شقشقتي ... رشا ... رشا في الثامنة والعشرين
من عمرها ورغم ذلك فقد حققت نجاحا كبيرا خلال السنوات العشر الأخيرة مع أن تلك
السنوات كانت أسوأ وأصعب وأشقى سنوات حياتنا .
حين كنا أطفالا كانت
الحياة أسهل بكثير مما هي عليه الآن , كان والدي يعمل جزارا ووالدتي خياطة .
لقد أنعم الله علينا
في ذلك الوقت بحياة مثالية , بوالدين حنونين وبيت كبير يطل على الوادي ... كانت
حياتنا أشبه بالخيال , أشبه بأفلام الكرتون التي تعرض على التلفاز ولكن حياتنا لم
تكن من نسج الخيال بل كانت ... حقيقية .
اعتدنا أنا وأختي بعد
العشاء على الخروج والتجول خارجا .. كنا نصعد على التل ونجلس هناك في أعلى نقطة
يمكن لطفلين في عمرنا الوصول إليها , نجلس ... ونحدق في القمر متعجبين بجماله
وضوءه وحجمه الصغير .
في يوم ما كانت رشا
مستاءة جدا .. لأن والدي لم يحضر لها الهدية التي طلبتها ليوم ميلادها فخرجت تبكي
.. حينها طلب مني والدي الذهاب للبحث عنها فذهبت دون تردد لأعلى التل فقد كنت
متأكدا انها ذهبت هناك ... وصلت للأعلى ووجدتها .. جالسة تشير إلى القمر وكأنها
تحاول امساكه ... فجلست بجانبها محاولا مواساتها ولكن دون جدوى فقد ظلت تبكي ...
فوعدتها بكل براءة
أنا : لا تبكي ... حين أكبر وأصبح بالطول الكافي سأكون قادرا على
الإمساك بالقمر وسأحضره لك وعندها ستتباهين به أمام صديقاتك
رشا : ولكن أمي تقول أن القمر ليس
صغيرا ولكنه بعيد لذلك نراه صغيرا ولكنه في الحقيقة كبير جدا ... أتمنى لو أمكنني
لمسه
أنا : إذاً سآخذك للقمر سنذهب سوياً
رشا : هل تعدني ؟
أنا : أجل أعدك
الطفولة .. عالم واسع
.. هو العالم الوحيد الذي يمكننا اللهو فيه دون حسبان .. دون ندم .. دون قوانين ..
نستطيع اللعب مع أي شخص كان دون خوف .. نستطيع لعب أي لعبة كانت دون الاهتمام
بقوانين اللعبة .. نستطيع أن نقطع وعوداً ولا ننفذها ككثير من الوعود التي قطعتها
في صغري مثل وعدي لأمي ببناء قصر لها .. أو مثل وعدي لأبي بأني سأعيد نقوده التي
سرقت .. أو مثل وعدي لرشا بأن آخذها الى القمر .. بالطبع لم أفي بأي من تلك الوعود
ولم أحتفظ بأي منها .. وبما أني كبرت وعرفت أهمية الوفاء بالعهد فقد كان علي أن
أتوخى الحذر في الوعود التي أقطعها ..
كبرنا وكبرت أحلامنا
وأمانينا .. وأدركنا أن الأحلام و الأماني ستظل أحلام و أماني ما لم نسعى لتحقيقها
.. ولأجل تحقيقها فنحن نحتاج للقوة ,العزيمة ,الصحة ,والمال ... المال الذي صعب
الحصول عليه في هذه الأيام ... المال الذي أصبحت حياتنا مبنية عليه ... المال الذي
تحتاجه رشا لتحقيق حلمها .. ليس الصعود إلى القمر ... كلا فقد كبرت رشا وأصبحت لها
أحلام أكثر نضوجا وجدية .. انها تحلم الآن بان تصبح طبيبة .. ولكن لتحقق حلمها
فأنها تحتاج لشهادة جامعية ولتصل للجامعة فأنها تحتاج لذلك المال الذي خسر أبي منه
الكثير عن طريق الأسهم ... عارض أبي فكرة ذهاب رشا للجامعة قبل أن تكمل الدراسة
الثانوية حتى وقد كا السبب هو ذلك المال ! فحين كانت رشا في السابعة عشر جلسنا أنا
وهي ووالدانا على مائدة الطعام
أمي :
كيف كانت المدرسة اليوم
أنا : جيدة
رشا : رائعة ! بل أكثر من رائعة !
أمي : ما الذي حصل لك اليوم ليجعلك بهذا الحماس ؟
أنا :
أخبرنا مدير المدرسة أنه تم اختيار فئة من الطلاب والطالبات لشيء لا أذكره وقد
كانت رشا من ضمن تلك الفئة
أمي :
تم اختيارك لماذا ؟
اجابت رشا وهي تسلم والدي الورقة التي اعطيت اياها
رشا : لقد تم اختياري لأمثل المدرسة في مسابقة دولية عن الأحياء والكيمياء
والمواد العلمية الأخرى ومن يفوز في المسابقة يحصل على منحة دراسية مدفوعة
التكاليف لجامعة ستانفورد الأمريكية مع توفير السكن وثلاث وجبات في اليوم لدينا 6
أشهر لندرس من أجل المسابقة فقد أخبرنا أن الأسئلة ستكون صعبة ستبد...
أبي : مهلا مهلا ... هل تظنين أني موافق على ذلك كله ؟
رشا : ولما لا ؟ فالمنحة مدفوعة التكاليف و أظن أنني سأتمكن من الفوز فلدينا
من الآن إلى العام القادم
أبي : المشكلة ليست في نقود المنحة
رشا : إذا ما المشكلة ؟
أبي : لا تستطيعين الاشتراك في تلك المسابقة فنحن لا نملك رسوم الاشتراك
حتى , أنا آسف عزيزتي ولكن .... لا يمكنني تحمل هذا المبلغ .. قد يبدو صغيرا في
نظر باقي المشتركين ولكنه كبير في نظري ... أنا حقا آسف ولكن الحياة لم تعد سهلة
كما كانت عليه
رشا : حسنا إذا ... لا بأس .. ربما في المرة القادمة حين تتحسن حالتنا
انهت رشا كلماتها وهمت خارجة من المنزل بحجة أنها شبعت
وتريد استنشاق بعض الهواء .. انطلت كذبة رشا البيضاء على والدي فتركها لتخرج من
المنزل ودموعها تنهمر من عينيها اللتان احمرتا من كثرة البكاء ...
رغم أنها كبرت ونضجت وأصبحت في السابعة عشر .. إلا أنها لم
تفضل مكانا للبكاء حتى الآن غير ذلك التل الذي اعتدنا الجلوس عليه منذ كنا أطفالا
... لم تنطلي علي ابتسامة رشا عرفت أنها محطمة من الداخل .. فذهبت لها كعادتي
لأواسيها وكما فعلت منذ 13 سنة .. جلست بجانبها في صمت تام .. حتى كسرت هي حاجز
الصمت
رشا : لا تستطيع مواساتي الآن كما تعلم ... لا يوجد شيء يضاهي رغبتي في
الالتحاق بتلك الجامعة .. ولا حتى ... السفر الى القمر ... وحتى إن أردت السفر إلى
القمر لا بد أن أمتلك مليارات الدولارات .. كيف لي أن أمتلك مليارات الدولارات
وأنا لا أستطيع حتى دفع رسوم الاشتراك في المسابقة ... لذا .. لا يوجد شيء يمكنك
أن تعدني به كما فعلت قبل 13 سنة
قالتها والحزن يملأ نبرة صوتها ورغم ذلك فقد كانت على حق !
كانت محقة في كل كلمة قالتها ... لم أستطع قول شيء حينها وفي الوقت عينه لم أتحمل
رؤية أختي الصغرى تبكي من الحسرة ... ولم يكن بيدي شيء غير احتضانها وتهدئتها
أردت تحقيق حلم رشا هذه المرة فقد كان حلما حقيقياً .. كما
أنه من الامكان تحقيقه .. تحدثت مع والدي في شأن رشا وأقنعته بأنني قادر على توفير
هذا المبلغ فقد أخبرني صديقي عن مطعم ما
يعرض وظيفة شاغرة وسأتقدم لتلك الوظيفة وإن كان الراتب قليلا إلا أنه سيفي بالغرض
كما أني سأعرض بعضا من ممتلكاتي للبيع , وافق والدي على تلك الفكرة بشرط أن يذهب
هو ووالدتي معي إلى المدينة التي بها المطعم الذي سأعمل فيه وستبقى رشا هنا
للاستذكار من أجل المسابقة ... تحدثت كذلك إلى المسؤول عن المسابقة وطلبت منه أن
يمهلني شهرا لأدفع المبلغ فوافق بعد عناء والآن كل ما علي فعله هو اخبار رشا ...
حين ذهبت لإخبارها كانت بالكاد تبتسم وكأنها قادمة من جنازة وما شابه .. ولكن ذلك
كله تبدد حين أخبرتها بأنها ستشترك في المسابقة ... فقد بدأت بالقفز بشكل جنوني
حتى أنها كادت أن تكسر شيئا ولكن .. سرعان ما تغير ذلك كله حين أخبرتها أنني سأغيب
عن المنزل لثلاثة أسابيع مع والدينا لأجل العمل .. فإن كنت أريد أن أجمع المبلغ في
الوقت المناسب يجب علي أن أعمل كل يوم ليل نهار دون توقف وإلا سيخصم من راتبي
غادرنا المنزل .. ودعتنا رشا وكأنها أحست بأنها لن ترانا
ثانية .... كنت أحدثها في الهاتف كل ليلة حال عودتي من العمل لأطمئن عليها وفي آخر
ليلة لنا في المدينة طلبت والدتي محادثتها ... لا أعلم لماذا ولكنها بدت حزينة
وكأنها هي الأخرى أحست أنها لن ترى رشا ثانية ...
في طريق عودتنا إلى المنزل تولى أبي قيادة السيارة فقررت أن
أنعم بقسط من الراحة فغوت قليلا ... حين استيقظت وفتحت عيناي وجدت نفسي في غرفة
بيضاء مستلق على سرير أبيض ورشا بجانبي عابسة .... والدموع تجمدت في عينيها كانت
في حالة يرثى لها سألتها "لماذا تبكين ؟ " "أين أنا ؟ " لم
تجبني بل بدأت بالبكاء حاولت النهوض وتهدئتها ولكن .... لم أستطع .. وكأنما فقدت
التحكم بساقاي "لما لا استطيع النهوض ؟ " سألتها ولكنها لم تجبني بل
استمرت في البكاء .. حتى دخل رجل إلى الغرفة يرتدي معطفا أبيض طويل وسماعات حول
رقبته ... أنه طبيب ! ولكن لماذا هو هنا ؟ التفت حولي لأجد نفسي في احدى غرف
المستشفى .. أنا في المستشفى ! ولكن لماذا ؟ آخر ما أذكره هو أني كنت نائما في
السيارة وأبي كان يقودها بدا علي التوتر وبدأت أصرخ كالمجنون في وجه الطبيب فطلب
الممرضة لتعطيني ابرة مخدرة .. وبعد ربع ساعة .. حين استرخيت تماما .. التففت جهة
الطبيب
أنا : ما الذي حصل لي ؟ لماذا أنا هنا ؟ أين والداي ؟ ولماذا لا أقوى على
النهوض
الطبيب : مهلا ... لا تستعجل سأجيبك عن كل شيء , فقط استرخي ... ما هو اخر
شيء تذكره ؟
أنا : كان أبي يقود السيارة وكنت مستلقيا في الخلف غفوت للحظة ثم استيقظت
هنا
الطبيب : لقد كان هذا منذ اربعة أيام .. بعد أن غفوت أصبتم بحادث مروري
وتوفي والداك اثر نزيف دماغي ولم نستطع مساعدتهما أما أنت فقد اجريت لك عملية
جراحية وبعدها دخلت في غيبوبة لثلاثة أيام وأنا اسف لأخبرك بأنك من الآن فصاعداً
لن تقوى على تحريك ساقيك فقد أصبت بالشلل ... في الواقع يمكن علاجك ولكن حالتكم
المادية لا تسمح بتحمل تكاليف العلاج أو العملية التي أجريت لك لذلك فمصاريف
العملية كانت علينا ولا نستطيع فعل أكثر من هذا ... أنا اسف ..
خرج الطبيب .. وتركني في حالة يرثى لها .. كنت صامتا كليا
.. لم أهمس بحرف حتى .. كانت رشا تجلس بجواري .. تنظر إلي وتقول "هذا كله
بسببي" .... عشنا أنا ورشا فترة من النكران هي لم تصدق أن والدانا ذهبا وأنا
لم أصدق أني عاجز عن الحركة .. لقد كنت أحاول كل يوم .. أحاول النهوض ... والحركة
.. ولكن دون جدوى لقد أصبحت مقعدا ومع ذلك ... كان على رشا أن تمضي قدما .. عليها
أن تفوز بهذه المسابقة فان فازت .. سيتغير كل شيء .. ستذهب للجامعة وستصبح طبيبة
وتجني الكثير من المال الذي يكفي لعلاجي وستصبح حياتنا مثالية . بدأت تدرس ليل
نهار وأنا أساعدها فقد بعت الكثير من ممتلكاتي بالاضافة الى النقود التي جمعتها في
المطعم .... كان لديها كل ما يدفعها للفوز .. إلا ثقتها بنفسها .. ففي يوم من
الأيام حدثتني قائلة :
رشا : ماذا ان لم أفز
أنا : ماذا ؟
رشا : أعني .. كل من سيشترك في المسابقة هم موهوبون وأذكياء
أنا : وأنت كذلك ... كما أنك تتحلين بصفات ليست موجودة في أي من أولئك
المتسابقين .. لديك الشجاعة .. القوة .. الإرادة .. والإيمان .. وعليك أن تتحلي
بالثقة ..
ابتسمت رشا ابتسامة خفيفة جعلتني أطمئن أنها آمنت بكلامي
حان موعد المسابقة وكانت عبارة عن 5 اختبارات في 5 أيام
متتالية .. كان عليها تركي لخمسة أيام ولكن لا بأس يجب عليها التقدم .. يجب عليها
تحقيق حلمها .
ذهبت لمقر المسابقة .. حيث جميع المتسابقين والمتسابقات .. لكل
متسابقان .. غرفة خاصة بهما مجهزة بكل
وسائل الراحة والتكنولوجيا ... شريكة رشا بالغرفة كانت فتاة غامضة يبدو عليها
السوء والحقد .. كانت تكره رشا يوما بعد يوم .. فقد كانت المنافسة تشتد ورشا ..
كانت أفضل منها .. بالطبع فان فتاة مثلها لن تدع رشا تتغلب عليها وقبل اخر يوم من
المسابقة .. ذهبت تلك الفتاة إلى غرفة رشا وبدأت بتمزيق كتاب رشا قطعا قطعا وأمضت
الليل كله في تمزيقه ..
استيقظت رشا لتجد كتابها قد تحول إلى فتات من الورق نظرت
رشا إلى تلك الفتاة التي كانت تبتسم ابتسامة خبث
رشا : لماذا فعلت هذا ؟ ألا تعلمين أني أحتاجه للمراجعة
الفتاة : ولماذا أنت مهتمة بالكتاب لهذه الدرجة ؟ أظن أن فتاة ذكية مثلك
لن تحتاج للمراجعة سيبدأ الاختبار بعد نصف ساعة كان يجب أن يوقظك المنبه ولكني أظن
أني أطفئته ... لست آسفة
لم تستطع رشا الرد على ذلك الوحش فقط ... بدأت تبكي .. إلى
أن مضت نصف ساعة وحان موعد الاختبار ...
رشا أبلت حسنا في الاختبار اما تلك الفتاة .. فلم تحل
سؤالاً واحداً ! فقد كانت مركزة على تدمير فرصة رشا بالفوز لدرجة أنها نسيت أن
تستذكر لهذا الاختبار .. انتهى الاختبار وعاد الجميع إلى منازلهم وعادت رشا وقد
احمر وجهها غضبا من تلك الفتاة وخجلا من أن تخيب ظني ...
أنا : إذا ... كيف كانت المسابقة ؟
رشا : لا أظن أني سأحقق الفوز يا إياد
أنا : ماذا تعنين بذلك ؟ ألم يخبروكم بالنتائج بعد؟
رشا : ستظهر النتائج في أحد المواقع الالكترونية التي أحتاج إلى حاسوب ان
أردت الورود إليها .. ولكن لا يهم فأنا لن أفوز
ذهبت رشا لغرفتها واستلقت على سريرها وبدأت بالبكاء .. بعد
لحظات تلقت رشا اتصالا من صديقة من المسابقة
رشا : مرحبا
الصديقة : رشا هل أنت بخير ؟ لقد سمعت بما جرى
رشا : لا بأس .. فأنا لن أفوز في أي من الأحوال
الصديقة : لقد ظهرت النتائج انها أمامي الآن ... رشا انا حقا اسفة
رشا: لا بأس
الصديقة : أنا اسفة لأنك سوف تطرين للابتعاد عن أخيك كل هذه المسافة .. رشا
املئي حقيبة ملابسك بأفضل الملابس لديك .. ستذهبين لستانفورد !
رشا : حقا ؟! انت لا مزحين أليس كذلك ؟
الصديقة : بالطبع لا , والآن اذهبي لتودعي أخاك وتوضبي حقيبتك سآتي لاقلك
إلى المطار غدا صباحا
رشا : شكرا شكرا أنت لا تعلمين كم يعني هذا لي .. إلى اللقاء
لم أصدق رشا حين أخبرتني بأنها مغادرة ... سأبقى لوحدي في
المنزل .. من سيعتني بي ؟ ... ولكن لا بأس .. كلما مر يوم على رشا في ستانفورد
كلما زاد املي في الشفاء ...
مرت الأيام ..
والأسابيع ..
فالشهور ..
وتليها السنوات ..
تخرجت رشا من جامعة ستانفورد وحصلت على شهادة طبية تؤهلها
لدخول أي مستشفى ... ووجدت ضالتها في المستشفى التي نعمل فيها حاليا ... بعد أن
توظفت في هذه المستشفى بدأت بتمهيد العلاج لي لقد كانت شقيقتي وطبيبتي في الوقت
نفسه .. وبعد مرور سنوات وسنوات تمكنت خلالها من المشي وأكملت دراستي الجامعية
وتزوجت و أصبحت لدي عائلة .. ها أنا الآن أكتب لكم هذه السطور .. أروي فيها قصة
أحدى أفضل الأطباء في العالم ... رشا .. التي سعت وراء حلمها .. التي قاتلت لأجله
.. اجتهدت وعملت حتى جنت مبتغاها .... رشا ... أختي ...
النهاية
تأليف الطالبة : كوثر آل شلي
الصف : ثانية / ثالث