الاثنين، 29 فبراير 2016

أمل يبقى

بقلم : اشتياق آل سيف  
26 /2 / 2016 Saturday

حين خلق الله الأنثى أودعها أجمل المشاعر الإنسانية و اقواها و ادومها لتكون مهيأة جسديا و نفسيا لاستقبال أعظم هبة من الخالق المنعم و هي ان تكون أما ..ليس فقط ان  تكون والدة تنجب طفلها من احشائها بل إن تحتويه في احضانها و تتعهدها بالرعاية الشاملة و التربية الصحيحة .
من أجمل صفات الأمومة الحنان المطلق بلا قيد او شرط و الذي يتطلب صبرا و جلدا مع هذه العاطفة الجياشة حتى تحقق التوازن في التعامل مع الولد او البنت .   
و تبقى أمنية الأمومة هي الثمرة الجميلة التي تود كل فتاة أنا تقطفها من شجرة الحياة ..قلما نجد فتاة تتمنى الزواج و لا تفكر في الإنجاب لأنه نتاج هذا المشروع و في كثير من الأحيان يكون صمام الأمان لديمومة الشراكة الأسرية  القائمة بين الزوجين .
و لقد قسم الله الأرزاق بين عباده في المال و الولد و الصحة و السعادة و في كل نعمة من نعمه الجزيلة ..
 يقول سبحانه و تعالى ( يهب لمن يشاء إناث و يهب لمن يشاء ذكورا و يجعل من يشاء عقيما ) ...
في كل الأحوال فأن تلك الهبة سواء كانت أنثى أم ذكرا"  فهي من عطايا الرب التي ينتظرها كل زوجين و يفرح بها الاهل و الاحباب و لكن حين تخط المشيئة الربانية جعلا" آخر فتشاء بقدرتها ان تتعطل تلك الوظيفة التي تحقق حلم الامومة فهل يعني ذلك ان تتوقف الحياة ؟.هل يعني ذلك أنا كلمة أحلام المرأة انتهت و أحلامها اندثرت ؟؟هل يقتل هذا الحرمان المرأة فيفقدها  الإحساس بروعة الحياة ؟ 
نعم هي أعظم نعمة لأنها ليست مالا ينفذ او علما يستهلك او بيتا يحيله الزمن لمعاناة  القدم و الاستهلاك تلك النعمة التي تعتبر امتدادا لحياة الإنسان و إنجازا أعظم لأنه يهب الحياة لطفل ضعيف يتعهده بالرعاية و الاهتمام و يحيطه بالحب و الحنان ..
و لكن حين خلق الله عاطفة الأمومة  قلب المرأة جعل غي جوانبها المحبة و الإنس بالعطاء و الصبر على ما كتبه الله لاسيما في قلوب اولئك الطيبين الذين يظلون صابرين إلى ان يرزقهم الله او يمارسوا الأمومة الحقيقية عمليا بتربية أحد اطفال العائلة او الانخراط في النشاطات الاجتماعي ..
أيتها الأنثى التي اتلف مهجتها الحنين إلى صرخة طفل ،، أطيلي النظر هنا و هناك كل يوم صبح و مساءا كي يمكنك إحصاء نعم الله ..
حين تمشين خطوات في غرفتك متجهة المرآة ستحدث عن سيدة جميلة في مقتبل العمر  لم تتجاوز الخامسة و العشرين جميلة بقوام ممشوق. .  ينسدل على كتفيها شعر ناعم ..عينان واستعان كقارورتي عسل مصفى مع أنف اغريقي و فم صغير كوردة تحتضن صفين من اللؤلؤ .. 
هل تشعرين بنعمة الجمال التي إياها الخالق فإن و أبدع خلقك غي حين ان هناك فتيات يحاول ان يصلح ما يعتقدنه سببا في تقليل جاذبيته  . انت ايضا امرأة متعلمة تخرجت من أفضل الجامعات ..لديك وظيفة مرموقة و هذه نعمة أخرى يتطلع لها الكثيرون من الرجال فضلا عن قريات من  النساء اللاتي يقبعن في بيوتهن يمتهن تلك الأعمال الروتينية التي تملها جميع النساء يوما ما  . 
لديك حياتك الاجتماعية التي تضج بالصديقات و الجارات اللاتي يتفقدنك  و ان لم تبادليهن الزيارات .
و اجمل ما لديك أسرة متحابة ..أخوة و أخوات لديك عن أجمل ذكريات مشاكسات الأخوة  في الطفولة 
لديك كل ذلك و نعم اخرى أجهلها و يعلمها الله ..إذن هنالك أمل يبقى ان يتفضل عليك الكريم في يوما ما فيقول لحلمك كن ..فتخلق نطفة صغيرة تكون في احشاؤك و تكبر تقتات على  دمك  و تنخر في عظمك كي تستوي عظامها و يكتمل نموها و تخرج للعالم حين يأذن الله لها صارخة معلنة فرحتك التي لا يمكن ان تسطرها حروفي ..

الأربعاء، 10 فبراير 2016

الرحيل لزمن العمالقة

بقلم : اشتياق ال سيف 

9/2/2016

لأنني على يقين ان الفكر مرآة العقل و ان الأرواح تتعانق بتآلف التوجهات و الميول فبها نلتقي و بالأفكار  نجتمع و نكمل بعضنا البعض و ترتبط القلوب برابط المحبة الغير مشروطة كما كان أهلنا في قرية كاملة قلبا واحدا و بيتا واحد يجمعهم في غالب الأوقات و توجها سائدا لدى الجميع مما يتعارف عليه و يكون مألوفا لدى الغالبية ،  لذلك تستهويني الكتابة عن الماضي الجميل و استعذب الإبحار في اعماقه و ابحث في دهاليز الزمن عما يصلني به وصلة روحية أحلق خلالها في زمن نبكيه و نراه بقايا أطلال  و سوالف شعبية نهوى تصفحها بين الحين و الآخر .

على هامش الأعداد لمهرجان القيم و المبادئ سوف نلتقي قريبا كي  نضع على سفرة ديرة الطيبين كل ما لذ و طاب من عبق الماضي و رائحة الأجداد التي تزيدنا حنينا لها صعوبة الحياة في الزمن الحاضر و ابتعاد بعض القلوب عن بعضها الآخر و التلون بألوان الانانية التي لم نشعر بها   في طفولتنا فقد كان الجيران عائلة متماسكة تعرف كل تفاصيل حياة أفرادها و تشاركها افراحها و احزانها..
في كل يوم تجد بعض الجيران    يفترشون الطرقات على عتبات  بيوتهم الطينية الجميلة و يتناولون فيها القهوة و أشهى الحلويات و انفعها ..الرطب او تمرات معتقة مخزنة شهورا طويلة  في سلات الخوص التي يصنعونها بأيديهم و هم يتفكهون بأطيب الأحاديث .. 

اشتاق إلى ( سوابيط ) الديرة و ( زرانيقها ) ..احن الى تلك  البيوت التي لا زال بعضها آثارا تحكي قصة ماض جميل لن يندثر بكل تفاصيله التي نهرع اليها بين الحين و الاخر حين  تجلدنا سياط المدنية و التقدم المادي الذي شوه هويتنا و اثر على تقدمنا المعنوي و الفكري .. اشتاق  لأصوات الديكة مع أذان الفجر الذي يعلو بصوت  احد الجيران لبيت  جدي ( البيت العود ) الذي لا زال معلما من معالم الديرة و مقصدا لكل اهلها .. أذكر أشياء جميلة تنم عن نفوس طيبة معطاءة تملك من النوايا الحسنة كما لدى الأطفال براءتهم ..

لقد كتبت كثيرا عن الماضي الجميل و التراث الأصيل لأنني أجده أجمل الأزمنة و قد نشأت خلاله في اروع الأمكنة و أقربها إلى قلبي إلى ان افارق الدنيا ..ستظل الديرة مسقط رأسي و الأرض التي درجت عليها و خطوت اولى خطواتي و تعثرت في طرقاتها الرملية الضيقة  أجمل الأماكن و أروع من كل المحطات السياحية التي تنقلت عبر مطاراتها و رأيت من جمال الطبيعة و عمران المدنية و عجائب الدنيا ما بقي في ذاكرتي لكنه يبقى سفرا أعود بعده بكل اللهفة و الحنين  إلى رائحة أرض طيبة لا تشبه أي مكان بكل آثارها بقلعة شامخة لا زالت تتحدى كل عوامل الزمن لتبقى شاهدة على تاريخ مجيد لطالما توافد له عشاق الآثار و هواة الماضي و من يستشعر لذة عبق الاصالة و روعة الزمن الذي لن يتكرر لا بأهله و لا بأحداثه و لم تكن به إلا الخير و الانسانية  عراقة القيم و المبادئ الإنسانية. 

أظنني لن انتهي من الكتابة عن الماضي الجميل لأنه العالم الذي ألوذ بنفسي بالأبحار إليه في جزيرة  شهدت نشأة عمالقة رحلوا و بقت آثارهم التي سطرت سجلا رائعا لا ينسى ..ربما أشعر بكل الحنين إليه حين ترهقني الفروقات الكبيرة بين زمني كحفيدة و زمن ابنتي ..شتان بين الزمنين  في العلاقات و الاهتمامات و الطموحات .. أكتفي بالقول أنني لا أشعر بالانتماء لهذا الزمن على الرغم أنني أحقق فيه ذاتي و طموحاتي و استثمر كل سبل المدنية لحياة أفضل و أكثر سهولة و أكثر ترفيه و متعة ..لكنني أعشق طفولتي التي وجدت فيها ما لا أراه في هذا الزمن  من قيم الأصالة و المشاركة المجتمعية و حسن الجوار و الانصهار في بوتقة الإيثار و التضحية و ليس الأنا المقيتة و اللهاث في سباق محموم  الى مالا نهاية له إلا التراب .. .. 

بقلم اشتياق ال سيف  


الثلاثاء، 9 فبراير 2016

قلوب الملائكة


بقلم / اشتياق ال سيف 

8 فبراير 2016 
              ***********

بنظرات ملؤها الحب و الحنان ممتزجة بالقلق و الخوف من المجهول ودعت ( سعاد ) ابنتها الوحيدة التي كانت ترقد على سرير ابيض و تقاسمها في تلك الغرفة الكبيرة أكثر من مريضة جمعهن المرض و الألم رغم اختلاف أعمارهن و بيئاتهن و المستوى التعليمي لدى كل واحدة منهن .
 كانت تلك هي المرة الأولى التي تغادر فيها ابنتها ( أماني ) المنزل و تنام في غرفة تختلف عن غرفتها التي تتقاسمها مع والدتها فقط ..تلك الام التي كانت كل عالمها منذ توفي أبوها و رحل تاركا طفلة بعمر التاسعة ظلت تبحث عنه طويلا حتى أيقنت ان لا عودة لكل الراحلين  إلى العالم الآخر لكنهم باقون في قلوبنا  بأعمالهم مخلدون بسيرتهم الجميلة  ..و بدأت تعتاد على حياتها مع والدتها فقط إذ كانت لها الأم التي تحتضن كل مشاعرها و تتفقد احتياجاتها و تحتويها من نظرة عينيها دون ان تصرح لها بكلمة فقد كانت الفتاة  قليلة الكلام هادئة الطباع ..كانت المرشدة التي تنصحها و توجهها  لحسن التصرف في كل المواقف التي تقف عندها حائرة ..كثيرا ما كانت ترتب تلك الفوضى الفكرية التي تتعشش في عقلها  و تعصف بوجدانها و كانت  الأب الذي يحميها و يخشى عليها من تلك العيون الجائعة و النفوس  التي تتلون بكل لون حتى  تستدرج فرائسها من الفتيات لا سيما أولئك الذين يتعاملون بحسن النوايا  ..كانت تستميت في تحقيق كل ما تتمنى  رغم  ضيق سعتها و ضعف حالها و لكنها لم تشعر ابدا بالحاجة ..كانت لها  الصديقة المقربة التي تبثها لواعج اعماقها و كانت تحكي لها حكايات جميلة عن شبابها و مراحل حياتها . 
كل هذا الشريط الذي اختصر حياتها مر  أمامها  في دقائق معدودة شردت بخيالها تاركة العنان لسيل من الدموع يشق له اخاديدا على وجنتين ترك الزمن آثاره فيهما ..
غادرت المستشفى بعد أن احتضنت وحيدتها التي لم تعد طفلة كما كانت حين فقدت والدها فقد مر على وفاته  8 سنوات ..  امطرتها بوابل من القبلات و أوصتها الا تتحدث للغرباء عن حياتهما الأسرية مهما سمعت من احاديثهن التي لا تخرج عن إطار  الشكوى و التذمر  من أوضاع المستشفى الذي يفتقر لكل وسائل العناية الطبية و الرعاية الصحية  .. 
و بين حين و آخر تتناهى لسمعها آهات و نوبات بكاء متقطعة حين تهجم  الآلام على إحدى المريضات  فتستغيث بإحدى الممرضات تسعفها بمسكن للألم علها تهدأ و تنام ..
كانت تلك الليلة طويلة بدت لها سنوات عجاف..و كأن المسافة بينها و بين والدتها آلاف الأميال ..
تململت في جلستها ..ثمة أمر يقلقها ..يأخذ كل تفكيرها ..سلبها كل ألوان الراحة حتى أقض مضجعها   و لأسابيع طويلة بدت شاردة بتفكيرها طوال الوقت ..تلوذ بالصمت كلما سألتها والدتها بقلق عما تعاني ..كانت تشفق عليها ان تكابد أي ألم بمفردها فهما منذ ولادتها يتقاسمن كل شيء غي المنزل و خارجه و يلتقي فيه لك الميول و الرغبات و التفكير ..ببساطة كانت الفتاة نسخة مصغرة من والدتها لانها كانت نتاج تربيتها  ..أحضرت والدتها المستشفى بعد حالة إغماء سبقتها أياما  كانت فيها شاحبة لانها لا تشعر برغبة حتى في الأكل فلا تتناول إلا ما يسد جوعها بعد إلحاح والدتها ..لم تكن تنام حتى ساعة .
الندم يجلدها بسياطه و صوت النفس اللوامة يصرخ  في اعماقها .. كيف تجرأت؟ كيف استطاعت ان تخفي عن أمها كل ما حدث لها ؟ لماذا لم تهرب كعادتها إلى ذلك الحضن الدافئ الذي طالما احتوى أوجاع الصغيرة حين تدفن رأسها فيه و تبكي فيها حين تتلاعب والدتها بخصلات شعرها الناعم حتى تهدأ و تنام ..كانت تفعل ذلك حتى وقت قريب فلم يكن أحد أقرب إلى أنفاسها من تلك الأم الحنون ..
تتساءل بينها و بين نفسها في يأس و استسلام ..  هل الحب قدر ليس لنا أن نتجاهله او نقاومه ؟؟هل لابد لنا أن نستسلم لتلك المشاعر المحمومة التي تجتاح قلوبنا الرقيقة كالاعصار الذي يقلب كيان كل عاشقة و يحيلها إلى كتلة من الضعف و كأن مركز العالم هو ذلك الفتى الذي تهيم به شغفا و لا ترى في عالمها سواه ؟ هل يجب على كل فتاة ان تخوض هذه التجربة العاطفية ؟ أم أنه  اختيار يمكن للانسان أن يقرر تجاهه ما يشاء لأن مشاعره جزءا لا يتجزأ من حياته و لا يمكن الا تؤثر على بقية نواحيها .. 
تشعر أماني أن في عقلها قنبلة موقوتة تكاد تنفجر بضغط التفكير و مشاعر الندم و الألم و الخجل من والدتها لانها أخفت عنها تلك التجربة المريرة التي عاشتها حين أساءت استخدام هاتفها النقال و بالصدفة تعرفت على شاب تراءى لها للوهلة الأولى انه فارس أحلامها لكنه لم يكن سوى أحد العابثين الذي تمرس التلاعب بقلوب بريئة طاهرة كقلوب الملائكة .. كان له من أساليب الخداع و التحايل ما أمكنه من استدراج فتاة لم تكن قد خرجت بعد للعالم الملئ بالذئاب البشرية .. كانت تعيش الفراغ أحيانا حين تكون والدتها في عملها الذي يتطلب منها حضور بعض الساعات المسائية كعمل إضافي  بالإضافة لوظيفتها في الصباح ..لم تكن أمها تقلق عليها لانها انشئتها على الصدق و الصراحة و الاعتزاز بالنفس  و علمتها الا تستمع لمثل تلك الأبواق الماجنة و الا تسلم نفسها للغرق في لجج الشبكة العنكبوتية و برامج التعارف فيها و التي تحاول استغلال الفتيات اللاتي يغتقرن للخبرة و التمييز ..و أحيانا يكون التصحر العاطفي في الأسرة و بعد الوالدين  سببا في ضياعهن . 
لكنها كانت تنعم بوالدة متفانية كانت لها أكثر من مجرد وعاء احتواها و كان سببا لايجادها في الحياة . 
كانت تعيش قصة حب جميلة مع والدتها منذ نعومة اظفارها ..إذا لماذا انساقت خلف تلك المشاعر الكاذبة من طرفه و ان كانت صادقة بريئة من طرفها . هل أن فقدها لوالدها جعلها تشعر بالحاجة إلى رجل ؟؟لا بالتأكيد ليس ذلك سببا ..هل لانها الوحيدة فليس لديها أخوة ؟؟ لقد عوضت عدم وجود الأخوات بنات خالتها و زميلاتها التي كانت لها علاقة وطيدة بهن .. أيقنت تماما أنها مشاعر سرعان ما تتلاشى حين تفكر بعقلها و ليس بقلبها ..ترى الأمور بعين بصيرتها و ليس بعين تعشق الجمال الظاهري و لا تعلم عن تلك الخبايا النتنة التي يخفيها خلف استار لا يعلمها إلا الله ..
غالبها النعاس لشدة تعبها و استسلمت لنوم عميق ..و حين استيقظت صباحا وجدت أمامها وجها باسما جميلا كملاك رحمة بردائها الأبيض جلست الممرضة الشابة إلى جانبها لقياس حرارتها و ضغطها و تطمئن على حالتها الصحية ..
و حين انتقلت الممرضة للسيدة التي ترقد على السرير المجاور لها  ، فتحت عينيها جيدا و نظرت من النافذة كمن ينتظر قادما ...ابتسمت ابتسامة زادتها جمالا و تذكرت حلما جميلا رأت فيه والدتها و كأنها تهمس لها بالإجابة على سؤالها ..
هل الحب قدر لكل فتاة أم أنه اختيار ؟ و هل يمكن ان يكون صادقا بلا رباط شرعي يجمع بين العاشقين ؟؟
في تلك الليلة التي كانت أول ليلة في حياتها تنام بعيدا عن أمها لم تكن وحيدة فقد رافقها والدتها و كانت معها طوال الليل بروحها و مشاعرها ..كانت تطلب منها ان تراقب خطواتها و تحذرها أن تقع في شراك لا تبدو واضحة للوهلة الاولى..و كأنها تسير باتجاه جذبتها له بعض الألوان و الأضواء ..لكنها كانت تهمس في اذنيها ..لا يا ابنتي الحبيبة ..ما كل ما يبرق ذهبا و لا تخدعنك المظاهر ..الحب الذي يبدأ على رمال الشواطئ لا يصمد أمام الرياح و تمحوه حتى مياه البحر ..الحب قدر ان كان مجرد مشاعر صادقة نابعة من قلب صادق 
 لأنك فجأة تشعر بأن الله قذف في قلبك هذا الحب تجاه شخص ما ..لكننا نستطيع ان نجعله اختيار  لأنك انت من يقرر ان يصرح بالحب ضمن إطاره الشرعي..أما إن تكون لك صلة مع شخص سيبقى غريبا مهما حاول التقرب و ربما يدفعك ان تتجاوزي  الكثير من الحدود و ترتكبي الكثير من الحماقات معه بحجة الحب و لست سوى صيدا سهلا له حين تنساقين لصوت العاطفة ...و لو كان له ما للرجال من الغيرة و صون الأعراض لم يكن ليعرض بضاعته الرخيصة لفتاة التقاها صدفة في عالم افتراضي  و لم تجمعه معها عشرة و سلوك و حياة بكل مسؤولياتها ..
شتان بين قلوب للايجار كل يوم يسكنها أشخاص مختلفون  .   قلوب لا تعرف الحب إلا كلمات رخيصة متداولة حتى على جدران الشوارع  توصلها لغاياتها الأنانية ..
و بين قلوب بريئة تعلم ان الحب نور يقذفه الله في قلوبنا كي يتحول إلى سلوك مؤطر بقيم و مبادئ . قلوب تعرف أن الحب الحقيقي هو حب الأم و الاهل و الأخوة و الأخوات و من احببناهم في الله  ..أما حب  فتى لفتاة فلا يمكن ان يكون حقيقة قبل الزواج و كثيرا ما كان مجرد تجربة عابرة تنتهي بالخسارة الفادحة غالبا  من جهة الفتيات  ..
ابنتي الحبيبة ..صوني قلبك الملائكي من تلك المشاعر العابثة .

أخذت نفسا عميقا حين فتحت النافذة فلامس النسيم وجهها الطفولي الأسمر ..و رددت بصوت منخفض .. ((  أمي لا سوى حبك حب ..أحبك كثيرا  )) 



الجمعة، 5 فبراير 2016

أحلام الصبايا

بسم الله الرحمن الرحيم        

بقلم / اشتياق ال سيف 
‏/٢‏/٢٠١٦، ٥:٠١:٣١ ص
2/February 2016
_______________________

ثمة فتاة ضمن عدد كبير من الصبايا اللاتي احتويهن تحت جناحي رعاية و تعليما و صداقة بريئة و مشاركة في أعمال مجتمعية مفيدة  .. التقينا صدفة نسج القدر معرفتنا و خط حدودها و أرسى دعائمها . 
و لأنها في سن الصبا و نهاية المراهقة فقد تميزت بالحيوية و الرغبة في المبادرة ..كانت نوعا من الفتيات التي لا يمكن أن يغادرن المنزل بمفردهن لأي سبب كان ..تحيط بها هالة من الهدوء لكنه يغادرها في لحظات استنفار عصبية حين تدخل في مشادات مع والدتها و هو صراع الأجيال الازلي و اختلاف الثقافات ..و كان ذلك الشيء الذي لم يروقني في شخصيتها . و ربما كنت كذلك انتقد عدم اهتمامها بدراستها و جعل تلك المواد الشديدة الصعوبة كما تقول حجر عثرة في طريق نجاحها  ..لكن الكثير من السجايا الجميلة تمحو أي انطباع سلبي تجاه مثل  تلك الشخصيات الذكية التي تحترف إظهار الجانب المشرق فيها .
سألتني عبر الأثير فيها آخر ليلة من شهر يناير ((  خالتي :ماذا تريدين أن تكتبي عني او تقولي لي فيها آخر ليلة من أول شهر ؟؟)) .. سؤال برئ ليس له هدف سوى حديثا تعلم أنه سيملؤها بهجة و كلمات تعشق أن تسمعها لتعزز في أعماقها انكسارات شاء القدر أن تعيشها في سن المراهقة ..  سؤال وجدت أن اقتنص فيه فرصتي لاهداء نصائح مغلفة بشذى الكلمات و رقة القلوب الطائرة و جمال الأشرطة الحمراء ... كل ما تعشقه الصبايا .. 
قلما أجد متعسا من الوقت للرد عليها او على أي من مثيلاتها من الفتيات 
ليس لأن لدي من الأعمال و المسؤوليات الاسرية أكثر من غيري بل لأنني اختار الأوقات المناسبة للرد و كذلك اختار المواقف الأكثر أهمية .. لم يكن السؤال جديدا فكثير من الفتيات الصغيرات يجدن متعة في الاستماع لآراء أشخاص يكنون لهم قدرا كبيرا من المحبة و لأنني كنت قد رأيتها آخر رحلة جميلة منذ أكثر من شهر آثرت أن اجيبها على سؤالها و هي محاولة فقط لتأكيد حبي لها و أنها ليست على الهامش كما تكرر دائما او من أولئك الذين يزعجون الآخرين بلا فائدة ..
إليك إجابتي أيتها الصبية التي عانت من لوعة فقد الأب و بطريقة لن تنساها كما صرحت لي حيث توفي والدها في حادث هجوم جمل هائج على سيارته ... و كانت تلك محطة تتوقف عندها بذكريات مؤلمة من أكبر تداعياتها النفسية مشاعر الكره و الخوف و الرغبة في الانتقام من هذا الحيوان الذي لا تعترف انه مثال الصبر ..مشاعر متناقضة تجتاحها كلما مرت في طريق الرياض و رأت هذا الحيوان المتوحش كما تسميه ..
كتبت لها ::
حبيبتي الصغيرة في سنوات عمرها الكبيرة بما تحمل على كاهلها من الذكريات :::
في مساء مجهول وصلت لك عبر حديث عابر مع إحدى صديقاتك التي التقيت صدفة في إحدى وسائل النقل النسائية العامة  ،
(( 
كنت أبحث عن أحباب محمد  الايتام امثالك حين أرى وجها جديدا كنت دائما أسأل ضمن إطار التعارف أن كانت تعرف أيا من الأيتام ؟ كنت أبحث عنهم كما يبحث التائه عن ضالته ... وجدتك من الصبايا اللاتي قد لا تشد الانتباه بغير عفويتها و طيبة قلبها ..صبية للتو أكملت العشرين لكنها  بقلب طفلة العشر سنوات  بأحلام فتاة العشرين بعقل سيدة الثلاثين و مسؤوليات أم في الاربعين ..كالبحر انت في صفاءه و سعته  يا معنى الحب و اشتياق الحنين..تحتاجين فقط من يبحث في اعماقك و يسبر اغوارها ليكشف عن تلك الالئ الجميلة . و لديك جنتك الحنون التي تقاتل كاللبوة من أجلك و كالطائر الجريح تضلل عليك بجناحيها  وهي أم ليست كباقي الأمهات إذ تميزت بمزايا جميلة جعلت منها سنديانة ثابتة في الأرض رغم أولئك الذين حاولوا اقتلاع جذورها فما استطاعوا إلا قطع بعض أوراقها الخضراء قسرا و غصب بلا أدنى حق و رغم حزنها على تلك الأوراق التي كانت سترا لها إلا أن السنديانة بقت شامخة باغصانها التي تتفرع في كل مكان 
بزهو الثقة و الإيمان و بجذورها الضاربة في أرض البطولة و الآباء ..تلك الضاحية الصغيرة التي شعت منها أنوار العلم القرآني لرجال و نساء خلدت أسماؤهم في ذاكرة الزمان . 
لدي همسة أخيرة في اذنك حبيبتي
العلم سلاح المرأة في معترك الحياة و بقدر اهتمامك بدراستك و ما تحقق من نجاح و شهادات عليا بقدر ما ترسمين صفحة مستقبلك المشرق جميلا ملؤها العطاء و الإنجاز . 
دمتي رائعة كما عرفتك ..مبادرة كما عهدتك في كل الفعاليات التي شاركتي فيها ..
أتطلع لذلك اليوم الذي أراك فيه أميرة جميلة بوشاح ابيض تزف بالورود و بدعوات والدة تلهج كل يوم لك بأجمل الدعوات ...
و أخيرا ...    سلاما مقدسا .



الخميس، 4 فبراير 2016

كتاب قوة عقلك الباطن

تم عقد الجلسة الثالثة لنادي القراءة في مركز مصادر التعلم وتمت فيها مناقشة كتاب قوة عقلك الباطن مع الطالبة : جنان الغضبان من الصف 3 / 2 وذلك يوم الخميس الموافق 25 / 4 / 1437 هـ .

نبذه عن الكتاب :

يعدّ هذا الكتاب من أقوى الكتب انتشاراً بين القراء؛ وكتاب "قوة عقلك الباطن" يعد بحق من أمهات الكتب فلقد أفاد الكثير من نصائحه الفعالة وترجم الى العديد من اللغات، كما أنه أساس أفضل برامج التسجيل السمعية مبيعاً.ويقع الكتاب في قائمة الكتب لا بد من قراءتها لدى العديد من مؤسسات التجارة والأعمال حول العالم، يجمع الكتاب بين الحكمة القديمة والعلم الحديث، وبذلك لا يتسنى لك الوصول الى استبصارات جديدة فحسب بل والأكثر أهمية التقنيات الفعلية التي يمكن أن تستخدمها في الحياة وتشمل تلك الفصول الرائعة على سبيل المثال: الكنز الذي بداخلك، كيف يعمل عقلك، القوة صانعة المعجزات في عقلك الباطن، الكشف عن طريق العقل في الأزمنة القديمة، نزوع العقل الباطن نحو الحياة وعقلك الباطن شريكك في الحياة.وتعدّ هذه الطبعة المعتمدة من أهم أعمال الدكتور "ميرفي"، فقد تم تنقيحها وتزويدها بتعليقات جديدة من كتابات الدكتور التي لم تنشر من قبل، وهي توضح تقنيات التركيز العقلية القادرة على إزالة المعوِّقات الناشئة من اللاوعي والتي تمنعنا من تحقيق النجاح الذي نريده، ونستحقه.وبطريقة عملية وملهمة، وبالإستعانة بأمثلة من الحياة، يستعرض كتاب الدكتور "ميرفي" طرقاً لإطلاق العنان للقوى العقلية المدهشة من أجل بناء الثقة بالنفس، وتكوين علاقات إجتماعية منسجمة، وتحقيق النجاح المهني، وجنى الثروة، والتغلّب على الخوف الطبيعي والمرض، والتخلّص من العادات السيئة، وحتى التأثير على عمليات الشفاء الجسدية، وتحسين الحالة العامة وزيادة السعادة.


رابط تحميل الكتاب :

الأربعاء، 3 فبراير 2016

كتاب طفل اسمه نكره

تم طرح كتاب طفل اسمه نكره للكاتب دايف بيلزر في الجلسة الخامسة لنادي القراءة في مركز مصادر التعلم وقد قدمت الكتاب الطالبة الاء ال قيصوم من الصف 3 / 2 .

نبذه عن الكتاب :

الكاتب : دايف بيلزر 
التصنيف : الروايات العالمية المترجمة 
قراءة : 1475 
تحميل : 1496
قد تشعر بأن هذة الرواية خياليه مائة بالمائة "حيث انة يستحيل ان تكره أم ابنها.ولكن هذة هى حقيقة طفولة كاتب الرواية"فهو فى صغرة تعرض للاتهاض والقهر  من قبل أمة فيذوق منها مرارة العقوبات حتى يسوء به الحال وهو ما زال طفلا  فيتنقل من منزل الى اخر من منازل اقاربة .كيف يعيش .وكيف يثق فى نفسة بعد كرة امة له .وكيف يظن بنفسة الخير وقد كرهه اقرب الناس له .كيف يقوى على امور الحياه وكيف يعيش بين الناس كأنسان طبيعى وهو ابعد ما يكون عن الطبيعة








الثلاثاء، 2 فبراير 2016

كتاب ابتسم فالغد اجمل

عقدت الجلسة الرابعة لنادي القراءة مع الطالبة : مجد التقق من الصف 3 /2 . تم فيها طرح كتاب ابتسم فالغد اجمل وتمت مناقشته مع الحاضرات من منسوبات المدرسة . وذلك يوم الثلاثاء الموافق 30 / 4 / 1437 هـ .

نبذة عن الكتاب :

انهت الطالبة عائشه مخلف بن  دهام الشمري  اصدار كتابها الأول بعنوان (ابتسم فالغد أجمل ) والذي عملت عليه منذ كانت بالكفاءة العام الماضي وقد تقدمت اليوم لطلب الفسح من  فرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقه الشرقية وسوف تقوم بتوقيع كتابها الأول في معرض الكتاب بالرياض الشهر القادم بمشيئة الله .
الجدير بالذكر أن الطالبه عائشه إحدى طالبات الثانويه الثامنه (مقررات ) بمحافظة الخبر وهي طالبه مميزه وقد أقامت الشهر الماضي مشروع  (إبتسم فالغد أجمل ) مستوحاة من كتابها وقد حظيت بتقدير واعجاب إدارة المدرسة وأسرة ” صحيفة عين حائل الإخبارية ” تبارك لها هذا التميز و تتمنى لها دوام النجاح في حياتها العملية .













الاثنين، 1 فبراير 2016

كتاب بيكاسو وستار بوكس

عقدت في مصادر التعلم الجلسة الثانية لنادي القراءة وقد اعدتها الطالبة : فاطمة ال شيف من الصف 3 /1 وناقشت فيها مع الحاضرات كتاب بيكاسو وستار بوكس وذلك يوم الاثنين الموافق 22 / 4 / 1437 هـ .

وقد حضرت الجلسة مشرفة مصادر التعلم : آمال الاحمدي .

نبذه عن الكتاب :

من الوهلة الأولى للكتَابّ ستظن أنَهُ ستحدث عن سلسة مقاهِي ستار بوكس
التِي أنتشرتْ على مدى واسع من العالم ، وسُرعان ما يُثير إنتباهكَ إسم بيكاسو
أشهر فنانِي القرن العَشرين ، وما وجهُ الشبه بينهما ،
شَدنِي ذلك فكيف كتاب يؤلف كتاب لإجل تلكِ السلسة من المقاهي مُقترنّ بإسم بيكاسو !
ثار فُضولِي لإتصفحَ ذلكَ الكتاب الذي شدني لأخر كلمة فيه لإرى ما يحويه  
لكنّي وقفتْ كثَيراً عليه أسُلوب مميز حقاً وواضحة ،
أمّا فكرة الكتابّ الغريبة التي لمعتْ فِي أذهان الكثير
لإستقطابهم حتى يبحروا مع رحلاتِه الرائعة فهي فكرة مُذهلة جداً .


تحميل الكتاب من خلال هذا الرابط :







اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...