اليوم
الأول
استيقظت اليوم على
صراخ والدي ... نزلت للأسفل لأرى ما الذي يحصل؟ كل ما وجدته هو أمي تعيد الأذكار
وترددها , وأبي يتحدث في الهاتف مع أحد أعمامي بعصبية وصراخ شديدين وأختي الصغيرة
(فاطمة) تبكي بشدة ... تعجبت وتسلل الخوف
إلى قلبي ..ما الذي يحدث!؟ .... سألت وما من مجيب .. كررت سؤالي أكثر من مرة ...
ولم يجبني أحد ... وجهت أنظاري إلى التلفاز فوجدت أن الأخبار تبث مباشرة والمذيع
يبدو عليه الخوف فقد كان صوته متقطعا وكان يتصبب عرقا وكان ما يقوله مثيرا للجدل
... نيزك سيصطدم بالأرض ؟ ما الذي يقوله ذلك الرجل!؟ ... لقد جن جنون العالم فمن
المستحيل أن يصطدم نيزك بالأرض ! .. لا لن يحدث ذلك هرعت مسرعة نحو الباب أريد
الذهاب لأختي (سحر) ! يجب أن تبقى معنا في وضع كهذا ولكن ... أوقفني والدي قائلا :
( يجب أن تبقى سحر مع زوجها في هذا الوقت , لا تقلقي عليها فهي مع زوجها الآن ) .
لم تزرع تلك الكلمات في قلبي أية راحة أو اطمئنان .. فإن كانت سحر مع زوجها فأخي
(فارس) في طريق عودته من الجامعة ... وهو معرض للخطر .. أولا من الحوادث التي لم
ترحم أحدا وثانيا من ذلك النيزك الذي نتمنى ونرجو أن لا يسقط ....إلهي احفظ لنا
أخي ..... لم أصدق أن فارس وصل بسلام ! الحمد لله ... ها نحن الآن نجلس في
قبونا.... نترقب ..... ما الذي سيحصل؟
اليوم
الثاني
اليوم كان مختلفا
تماما عن الأمس .. لم يكن أفضل ..لا .... لقد كان أسوء! ، استيقظنا جميعا على صوت
صرخات أمي .. وهي تبكي بحرقة ... أين ابنتي ؟ كانت تقول ..... وبعد محاولات منا
لفهم ما حصل .. اكتشفنا أن فاطمة ليست موجودة في المنزل كله ! وليس فقط بالقبو ..
ذهب أبي للبحث عنها تاركنا في عهدة فارس البالغ من العمر 19 عاما فقط ! وطمأننا
بقوله (سأعود خلال ثوان) ... ولكن مرت الثواني ... وبعدها الدقائق .... وتليها
الساعات .... وأبي لم يعد حتى منتصف الليل .... وبعد لحظات .... سمعنا صوت ارتطام
قوي في الخارج وصرخات عالية ....ولم ننتبه لانفسنا إلا وسقف المنزل يسقط على
أرضيته ! بالطبع سمعنا ذلك الصوت فقد كنا في القبو .... وبعد قليل ... لم يمر وقت
طويل إلا والمنزل منهار بأكمله ! حتى القبو ! فقد انهار كل شيء على رؤوسنا ...
اليوم
الثالث
حين فتحت عيني كنت مستلقية على الأرض في الشارع مع العديد من الأشخاص
الآخرين وكان المنظر مخيفا ! مرعبا ! وكأنها النهاية ! .. بحثت حولي علني أجد أحد
أفراد أسرتي .. بدأت أجري وأركض وأصرخ إلى أن وجدت والدتي ووالدي وشقيقتي الصغرى
فاطمة ولكن ...... كانوا قد فارقوا الحياة جميعا ! كنت أبكي بالطبع ولكن .... ليس
هناك وقت للبكاء فالدنيا قد تحولت إلى جحيم .. كان كل همي هو أن أعيش ولكن .. ماذا
حصل لسحر وفارس؟ أين هما؟ ما الذي يفعلانه؟ هل هما على قيد الحياة؟ أم أنهما في
الفردوس؟ .. قاطع تفكيري رجل يصرخ عاليا ........(ابتعدي ! ) ......... لم أفهم ما
يرمي إليه حتى نظرت إلى السماء ووجدت شيئا مشتعلا يقترب مني ! جريت ورميت نفسي على
أقرب بقعة آمنة .. كانت تلك الصخور المحترقة تسقط من كل مكان فكنت أجري وأجري حتى
اصطدمت بأحدهم وسقط كلانا , نظرت إلى وجهه أو وجهها .. إنها هي ! إنها سحر .. إنها
أختي ! ......... (كوثر!) ......بدأت بالبكاء واحتضنتني بقوة فأحسست بخوفها وأحسست
أنا الأخرى بالخوف ..... هربت معها ..لم نكن نعلم إلى أين نحن ذاهبتان ..كنا فقط
نهرب , لا أعلم لأين ولكن.. كنا نجري بأسرع ما لدينا حتى توقفنا عند المستشفى بعد
أن توقف كل شيء .. توقفت النيازك .. بدأ رجال الاطفاء بالحضور لإخماد الحرائق التي
سببتها النيازك , ورجال الاسعاف حضروا لمساعدة الجرحى والمصابين , ونحن .. دخلنا
للمستشفى وضعنا في الغرفة نفسها وبدأت الممرضات بتضميد جروحنا
اليوم
الرابع
كان يوما هادئا ...
أظن أنه أفضل يوم حظيت به حتى الآن .. كانت أختي بجانبي تبكي وتبكي ولم تتوقف عن
البكاء ... حين سألتها عن سبب بكاءها قالت ..( وكيف لي أن لا أبكي , وزوجي وأسرتي
..ميتة الآن! ) ... قاطعنا صوت شجار صادر من الخارج .. نهضنا لنرى ما يحدث .. فقد
كانت الغرفة لا تطاق كانت تملؤها كل أنواع الأمراض , خرجنا لنجده واقفا أمام باب
الغرفة يتشاجر مع أحد الممرضات .. وكيف له أن يترك عادته فهو يحب الشجار ... لقد
كان فارس ! واقفا هناك , لا يستطيع أحد تصور فرحتنا برؤيتنا لبعض .. لم تكن
اصاباتنا خطيرة لذا .. خرجنا في نفس هذا اليوم ولكن ... أين سنبقى ؟ كنا مجرد أخوة
لا نملك شيئا .. ولا شيء .. كانت أختي هي أكبرنا وهي في العشرين فقط ما الذي
سنفعله ؟
اليوم
الخامس والأخير
كان اليوم أفضل يوم
في حياتي كلها ! ... فقد سمعت وأخوتي أن الملك أمر بتعويض جميع الأسر التي تضررت منازلهم
.... الحمد لله .. حصلنا على مكان نعيش فيه ..لم يكن مثاليا ولكنه كان يفي بالغرض
... بقينا في ذلك المنزل ودفنا جثث والدينا وأختنا الصغرى .. أنا أحاول نسيان ما
يحدث ... أو على الأقل أحاول أن أتناسى ! ولكن ... الحمد لله على كل حال .. أنا و
أخوتي نقر بأن كل شيء يحصل لسبب ...
{ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم }
صدق الله العظيم .....
النهاية
تأليف الطالبة : كوثر عبد الكريم آل شلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق