تجارة الأخلاق
يحكى في قديم الزمان أن هناك رجلا
فقيرا يبحث عن عمل
ليجني منه قوته وقوت عياله,لعله يرضي نفسه وربه بعمل الخير و الكسبان في نفس الوقت,وينفع بها أيضا مدينته التي عاش فيها منذ صغره
والتي قل فيها
الزائرون لتدني مستوى أخلاق أهلها ومعاملتهم التي كان ينقصها الكثير من التحلي
بأخلاق سيد الأخلاق عليه الصلاة والسلام..
وفي يوم من الأيام خطر على بال ذلك
الرجل الفقير فكرة علها تنجيه من الفقر والجوع ,فجلس طوال الليل
يكتب على أوراق بيضاء ويطويها ويكتب عليها عناوين مختلفة
بخط واضح وعريض
لعل من يراها
يقرأها جيدا,ويكتب في آخر الورقة
أمرا للقارئ
ليتبادل الورقة مع شخص آخر عندما ينتهي منها وألا لن يحصل على ما يريد..
وفي الصباح الباكر استيقظ ذلك الرجل
من النوم وبدأ يرتب تلك الأوراق في عربة صغيرة حتى يجرها في الطريق,وعند وصوله للمكان المطلوب بدأ ينادي بصوت مرتفع ويقول:إني أبيع
الأخلاق,أخلاق أخلاق,من
يشتري منها يرزقني ويرزقه رب الأرزاق..
وبعد ساعة من وقوفه دون أي جدوى جاء
له ولد صغير وقال له:يا عم,هل لي بسؤال بسيط؟
فأجابه الرجل:تفضل يا بني,قل ما عندك..
قال الصبي:أنا أرى الناس تبتاع القماش
والأواني والطعام,لكني لم أر من قبل من يبتاع اوراقا بلا جدوى ويقول أنها أخلاق!!
فأجابه الرجل الفقير:يابني,ان هذه الأوراق ليست بلا جدوى,فان بها كنوزا وفيرة,تشتريها
بثمن قليل وتربح منها ربحا لا يقدر بثمن ولا يحصى بعدد أموال!
فكر الصبي قليلا ثم اخبر الرجل برحيله
وعودته لاحقا..
ذهب الصبي وراح يقص على التجار
والجيران بما دار من حوار بينه وبين الرجل الفقير,تعجب الناس وقرروا أن يذهبوا
للتاجر لعلهم يحصلون على القدر الأكبر من الكنوز..
وعادوا الى منازلهم وفي جعبتهم الكثير
من الأوراق,ظانين بأنها خرائط أو رموز تدل على موقع الكنوز,ولكن الصدمة حلت على
وجوههم عندما لم يروا ان هنالك شيء يدل على وجود كنز في هذه الصفحات!!!
فاجتمعوا وذهبوا الى الرجل الفقير
ليسترجعوا أموالهم,فأخبرهم الرجل بأنهم اذا أرادوا الحصول على الكنوز فعليهم
بتطبيق ما كتب على الورق,ضننا منهم بأن الكنوز أموال تجعلهم يعيشون سعداء,ولكن عند
تطبيقهم للشروط؛تحسنت أحوال المدينة وبدأت الألفة والمحبة تنتشر فيما بينهم وحل
الكرم في أرجاء تلك المدينة,ولكن أهل المدينة ولتحسن أحوالهم وارتياحهم بما أنجزوه
وحققوه من تغيير للجيد والأفضل بفضل الرجل الفقير لم يسأل أحدهم عن الكنوز,وذلك
لأنهم علموا أن الكنوز الحقيقة تكمن في اتصافهم بمكارم الأخلاق..
الخلاصة:عليناالإتصاف بالأخلاق أينما
كنا وصرنا,ليس فقط للراحة وإنما لأننا نقاس بمدى اتصافنا بالأخلاق الحسنة كما تقاس
الحلوى بمقدار السكر الموضوع فيها..
فالإنسان دون أخلاق,كالحلوى الخالية من السكر..
بقلم: شَّــهـــد آل قــيــصــوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق