الأحد، 6 ديسمبر 2015

(( عندما يعانق الغيث روعة الفجر ))


  بقلم / اشتياق ال سيف 7/12/2015  الأحد    

في تمام الساعة الثالثة بعد منتصف الليل و قبل انبلاج ضوء الفجر تفتح عينيها التي لا تغفو إلا ساعات قليلة و كأن يدا حانية تربت عليها كل ليلة فستيقظ تحتضن الحياة بكلتا يديها  تترجم بها مزيجا من الأحلام و الأمنيات التي لا تمل و لا تكل من عرضها في رحاب الكرم و العطاء.. ترسل صورا من خيالها فتنفض عن قلبها هموم يومها الذي انتهى و تتخلص من عبء  معاناتها المكتومة و التي تظل حبيسة في أعماق زنزانة لا تفتح إلا في هدأة الليل و سكون الأنام   ..و على باب لا يغلق في كل الأوقات لكنه في هذا الوقت المقدس ينتظر كل أولئك المعذبين في الحياة الذين يحفرون الصخر كي يستخرجوا أحلامهم لواقع الحياة ..يصارعون أمواج بحر متلاطم بمجاديف الأمل و الرجاء غير ملتفتين لرهبة البحر و غموضه و غدر تحولاته. .يحثون الخطأ ليصلوا إلى ساحل الأمان و بر النجاح ..
و حينما يتزامن نزول الغيث مع هذه الأجواء المخملية فأنه أكثر تأكيدا لوصول المرتجى ..نسمات رقيقة باردة و قطرات تبلل وجنات حفرت الدموع اخاديدا فيها و وضعت علامات الحزن شاراتها إلا أن ابتسامة أمل و إقبال على الحياة  ترتسم في وسط تلك الوجوه الشاحبة لطول السهر و المعاناة فتنتصر على تلك النتوءات التي لا يمكنها أن تخفي سعادة الروح
..
تتجه امرأة تقف دوما بوجه الشمس تنتظر إشراقات يومها ..و تراقب رحيل الليل بسكونه ..بأنين الثكالى فيه بدموع المقل التي هاجرت تبحث عن ذاتها و كيانها ..بأحلام غلفت بغلاف أحمر يخفي أسرار العذارى ليرسلوها للسماء
.
و حتى تشرق شمس اليوم تبقى تلك الروح الهائمة في تجليات السماء منتظرة ليوم يحمل كل الخير وهي تلملم ابتهالات و تضمنها أسماء عزيزة على قلبها لا يمكن أن تنساها حين تعانق بقلبها الفضاء فترسلها و الأمل يحذوها و قطرات الغيث تجعلها تنتشي سعادة و ثقة أن آمالها ستصبح واقعا بكلمة هو قائلها ( كن فتكون
)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...