بسم
الله الرحمن الرحيم
_______________________
ثمة فتاة ضمن عدد كبير من الصبايا اللاتي احتويهن تحت جناحي رعاية و تعليما و صداقة بريئة و مشاركة في أعمال مجتمعية مفيدة .. التقينا صدفة نسج القدر معرفتنا و خط حدودها و أرسى دعائمها .
و لأنها في سن الصبا و نهاية المراهقة فقد تميزت بالحيوية و الرغبة في المبادرة ..كانت نوعا من الفتيات التي لا يمكن أن يغادرن المنزل بمفردهن لأي سبب كان ..تحيط بها هالة من الهدوء لكنه يغادرها في لحظات استنفار عصبية حين تدخل في مشادات مع والدتها و هو صراع الأجيال الازلي و اختلاف الثقافات ..و كان ذلك الشيء الذي لم يروقني في شخصيتها . و ربما كنت كذلك انتقد عدم اهتمامها بدراستها و جعل تلك المواد الشديدة الصعوبة كما تقول حجر عثرة في طريق نجاحها ..لكن الكثير من السجايا الجميلة تمحو أي انطباع سلبي تجاه مثل تلك الشخصيات الذكية التي تحترف إظهار الجانب المشرق فيها .
سألتني عبر الأثير فيها آخر ليلة من شهر يناير (( خالتي :ماذا تريدين أن تكتبي عني او تقولي لي فيها آخر ليلة من أول شهر ؟؟)) .. سؤال برئ ليس له هدف سوى حديثا تعلم أنه سيملؤها بهجة و كلمات تعشق أن تسمعها لتعزز في أعماقها انكسارات شاء القدر أن تعيشها في سن المراهقة .. سؤال وجدت أن اقتنص فيه فرصتي لاهداء نصائح مغلفة بشذى الكلمات و رقة القلوب الطائرة و جمال الأشرطة الحمراء ... كل ما تعشقه الصبايا ..
قلما أجد متعسا من الوقت للرد عليها او على أي من مثيلاتها من الفتيات
ليس لأن لدي من الأعمال و المسؤوليات الاسرية أكثر من غيري بل لأنني اختار الأوقات المناسبة للرد و كذلك اختار المواقف الأكثر أهمية .. لم يكن السؤال جديدا فكثير من الفتيات الصغيرات يجدن متعة في الاستماع لآراء أشخاص يكنون لهم قدرا كبيرا من المحبة و لأنني كنت قد رأيتها آخر رحلة جميلة منذ أكثر من شهر آثرت أن اجيبها على سؤالها و هي محاولة فقط لتأكيد حبي لها و أنها ليست على الهامش كما تكرر دائما او من أولئك الذين يزعجون الآخرين بلا فائدة ..
إليك إجابتي أيتها الصبية التي عانت من لوعة فقد الأب و بطريقة لن تنساها كما صرحت لي حيث توفي والدها في حادث هجوم جمل هائج على سيارته ... و كانت تلك محطة تتوقف عندها بذكريات مؤلمة من أكبر تداعياتها النفسية مشاعر الكره و الخوف و الرغبة في الانتقام من هذا الحيوان الذي لا تعترف انه مثال الصبر ..مشاعر متناقضة تجتاحها كلما مرت في طريق الرياض و رأت هذا الحيوان المتوحش كما تسميه ..
كتبت لها ::
حبيبتي الصغيرة في سنوات عمرها الكبيرة بما تحمل على كاهلها من الذكريات :::
في مساء مجهول وصلت لك عبر حديث عابر مع إحدى صديقاتك التي التقيت صدفة في إحدى وسائل النقل النسائية العامة ،
(( كنت أبحث عن أحباب محمد الايتام امثالك حين أرى وجها جديدا كنت دائما أسأل ضمن إطار التعارف أن كانت تعرف أيا من الأيتام ؟ كنت أبحث عنهم كما يبحث التائه عن ضالته ... وجدتك من الصبايا اللاتي قد لا تشد الانتباه بغير عفويتها و طيبة قلبها ..صبية للتو أكملت العشرين لكنها بقلب طفلة العشر سنوات بأحلام فتاة العشرين بعقل سيدة الثلاثين و مسؤوليات أم في الاربعين ..كالبحر انت في صفاءه و سعته يا معنى الحب و اشتياق الحنين..تحتاجين فقط من يبحث في اعماقك و يسبر اغوارها ليكشف عن تلك الالئ الجميلة . و لديك جنتك الحنون التي تقاتل كاللبوة من أجلك و كالطائر الجريح تضلل عليك بجناحيها وهي أم ليست كباقي الأمهات إذ تميزت بمزايا جميلة جعلت منها سنديانة ثابتة في الأرض رغم أولئك الذين حاولوا اقتلاع جذورها فما استطاعوا إلا قطع بعض أوراقها الخضراء قسرا و غصب بلا أدنى حق و رغم حزنها على تلك الأوراق التي كانت سترا لها إلا أن السنديانة بقت شامخة باغصانها التي تتفرع في كل مكان
بزهو الثقة و الإيمان و بجذورها الضاربة في أرض البطولة و الآباء ..تلك الضاحية الصغيرة التي شعت منها أنوار العلم القرآني لرجال و نساء خلدت أسماؤهم في ذاكرة الزمان .
لدي همسة أخيرة في اذنك حبيبتي
العلم سلاح المرأة في معترك الحياة و بقدر اهتمامك بدراستك و ما تحقق من نجاح و شهادات عليا بقدر ما ترسمين صفحة مستقبلك المشرق جميلا ملؤها العطاء و الإنجاز .
دمتي رائعة كما عرفتك ..مبادرة كما عهدتك في كل الفعاليات التي شاركتي فيها ..
أتطلع لذلك اليوم الذي أراك فيه أميرة جميلة بوشاح ابيض تزف بالورود و بدعوات والدة تلهج كل يوم لك بأجمل الدعوات ...
و أخيرا ... سلاما مقدسا .
بقلم / اشتياق ال سيف
/٢/٢٠١٦،
٥:٠١:٣١ ص
2/February
2016_______________________
ثمة فتاة ضمن عدد كبير من الصبايا اللاتي احتويهن تحت جناحي رعاية و تعليما و صداقة بريئة و مشاركة في أعمال مجتمعية مفيدة .. التقينا صدفة نسج القدر معرفتنا و خط حدودها و أرسى دعائمها .
و لأنها في سن الصبا و نهاية المراهقة فقد تميزت بالحيوية و الرغبة في المبادرة ..كانت نوعا من الفتيات التي لا يمكن أن يغادرن المنزل بمفردهن لأي سبب كان ..تحيط بها هالة من الهدوء لكنه يغادرها في لحظات استنفار عصبية حين تدخل في مشادات مع والدتها و هو صراع الأجيال الازلي و اختلاف الثقافات ..و كان ذلك الشيء الذي لم يروقني في شخصيتها . و ربما كنت كذلك انتقد عدم اهتمامها بدراستها و جعل تلك المواد الشديدة الصعوبة كما تقول حجر عثرة في طريق نجاحها ..لكن الكثير من السجايا الجميلة تمحو أي انطباع سلبي تجاه مثل تلك الشخصيات الذكية التي تحترف إظهار الجانب المشرق فيها .
سألتني عبر الأثير فيها آخر ليلة من شهر يناير (( خالتي :ماذا تريدين أن تكتبي عني او تقولي لي فيها آخر ليلة من أول شهر ؟؟)) .. سؤال برئ ليس له هدف سوى حديثا تعلم أنه سيملؤها بهجة و كلمات تعشق أن تسمعها لتعزز في أعماقها انكسارات شاء القدر أن تعيشها في سن المراهقة .. سؤال وجدت أن اقتنص فيه فرصتي لاهداء نصائح مغلفة بشذى الكلمات و رقة القلوب الطائرة و جمال الأشرطة الحمراء ... كل ما تعشقه الصبايا ..
قلما أجد متعسا من الوقت للرد عليها او على أي من مثيلاتها من الفتيات
ليس لأن لدي من الأعمال و المسؤوليات الاسرية أكثر من غيري بل لأنني اختار الأوقات المناسبة للرد و كذلك اختار المواقف الأكثر أهمية .. لم يكن السؤال جديدا فكثير من الفتيات الصغيرات يجدن متعة في الاستماع لآراء أشخاص يكنون لهم قدرا كبيرا من المحبة و لأنني كنت قد رأيتها آخر رحلة جميلة منذ أكثر من شهر آثرت أن اجيبها على سؤالها و هي محاولة فقط لتأكيد حبي لها و أنها ليست على الهامش كما تكرر دائما او من أولئك الذين يزعجون الآخرين بلا فائدة ..
إليك إجابتي أيتها الصبية التي عانت من لوعة فقد الأب و بطريقة لن تنساها كما صرحت لي حيث توفي والدها في حادث هجوم جمل هائج على سيارته ... و كانت تلك محطة تتوقف عندها بذكريات مؤلمة من أكبر تداعياتها النفسية مشاعر الكره و الخوف و الرغبة في الانتقام من هذا الحيوان الذي لا تعترف انه مثال الصبر ..مشاعر متناقضة تجتاحها كلما مرت في طريق الرياض و رأت هذا الحيوان المتوحش كما تسميه ..
كتبت لها ::
حبيبتي الصغيرة في سنوات عمرها الكبيرة بما تحمل على كاهلها من الذكريات :::
في مساء مجهول وصلت لك عبر حديث عابر مع إحدى صديقاتك التي التقيت صدفة في إحدى وسائل النقل النسائية العامة ،
(( كنت أبحث عن أحباب محمد الايتام امثالك حين أرى وجها جديدا كنت دائما أسأل ضمن إطار التعارف أن كانت تعرف أيا من الأيتام ؟ كنت أبحث عنهم كما يبحث التائه عن ضالته ... وجدتك من الصبايا اللاتي قد لا تشد الانتباه بغير عفويتها و طيبة قلبها ..صبية للتو أكملت العشرين لكنها بقلب طفلة العشر سنوات بأحلام فتاة العشرين بعقل سيدة الثلاثين و مسؤوليات أم في الاربعين ..كالبحر انت في صفاءه و سعته يا معنى الحب و اشتياق الحنين..تحتاجين فقط من يبحث في اعماقك و يسبر اغوارها ليكشف عن تلك الالئ الجميلة . و لديك جنتك الحنون التي تقاتل كاللبوة من أجلك و كالطائر الجريح تضلل عليك بجناحيها وهي أم ليست كباقي الأمهات إذ تميزت بمزايا جميلة جعلت منها سنديانة ثابتة في الأرض رغم أولئك الذين حاولوا اقتلاع جذورها فما استطاعوا إلا قطع بعض أوراقها الخضراء قسرا و غصب بلا أدنى حق و رغم حزنها على تلك الأوراق التي كانت سترا لها إلا أن السنديانة بقت شامخة باغصانها التي تتفرع في كل مكان
بزهو الثقة و الإيمان و بجذورها الضاربة في أرض البطولة و الآباء ..تلك الضاحية الصغيرة التي شعت منها أنوار العلم القرآني لرجال و نساء خلدت أسماؤهم في ذاكرة الزمان .
لدي همسة أخيرة في اذنك حبيبتي
العلم سلاح المرأة في معترك الحياة و بقدر اهتمامك بدراستك و ما تحقق من نجاح و شهادات عليا بقدر ما ترسمين صفحة مستقبلك المشرق جميلا ملؤها العطاء و الإنجاز .
دمتي رائعة كما عرفتك ..مبادرة كما عهدتك في كل الفعاليات التي شاركتي فيها ..
أتطلع لذلك اليوم الذي أراك فيه أميرة جميلة بوشاح ابيض تزف بالورود و بدعوات والدة تلهج كل يوم لك بأجمل الدعوات ...
و أخيرا ... سلاما مقدسا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق