الأحد، 20 مارس 2016

الفصل 14 من رواية عندما يلتقيان

بقلم الكاتبة : هدى العوى

الجزء الرابع عشر


أقتربت أمها : ما بك ياأبنتي وماحصل  لك هل أصابكم حادث او مكروه ياعزيزتي .
ردت عليها وهي تضع يديها على جبينها : لا ياأمي أنني بخير لكني أشعر بدوار بسبب حرارة الشمس
ردت عليها متسائلة :  وأين كنت ومالذي أجبرك للوقوف بالشمس ؟؟
صفاء أشعر أنك تخفين علي أمرا ولا تريدين  أن أعرفه .
ردت عليها قائلة : نعم أمي لابد من أخبارك ولكن بوقت أخر فأنا الأن أشعر بالتعب وأحتاج للنوم .
تركتها وأتت لها بغطاء ووضعته على جسمها المنهك وهمت بالأبتعاد لكن أوقفها رنين هاتف صفاء متواصلا
فتحت حقيبتها انه (أكبر)  سمعت صوته وكأنه يلهث الكلمات " ماما ماما صفاء بالسيارة مع سعدون "
لم تفهم منه شيئا ، ردت عليه بأستغراب : صفاء موحودة معي و نائمة ومرهقة جدا !
ماذا حدث ياأكبر لأبد أن تأتي وتخبرني
رد عليها نعم ماما ولكن السيارة عند سعدون وانا أرجع مشي طويل طويل ماما .
لاحول ولاقوة الابالله .
هذا كان أخر كلامها وتتمنى لو تصحى صفاء من نومها وتحدثها بما حصل .
ظلت تراودها بين فترة وأخرى ولكنها تغط بنوم عميق ولأول مرة تراها بهذه الحالة مماسبب لها القلق والخوف عليها .

وأخيرا وبعد أنسدال الظلام ومغيب شمس يوما حافل بمشقة الأنجازات
فتحت عينها ومدت دراعيها لأستعادت نشاطها وحيويتها قائلة :بأي وقت نحن ياأمي ؟ أشعر بجوعا شديد .
هتف صوت أمها مستبشرا : الحمد لله على سلامتك ياأبنتي الحبيبة حالا العشاء جاهز وأنا مثلك لم أتناول شيئا من ذو الصباح للأن .

ردت عليها:  عذرا ياأمي بماسببته لك من قلق علي ، ولابد من تعويضك ببعض الترفيه عندما نرحل للأمارات الأسبوع القادم ،  وغدا كوني جاهزة لاخدك للتسوق وأختيار بعض الملابس التي تناسب حضورنا زواج ورود بنت هيفاء .ووقت أقامتنا معهم بعد الأحتفال ..

أجابتها قائلة : أنت تتهربين من أخباري بما  يحدث معك ياصفاء ، لقد تغيرتي كثيرا دون أن تنتبهي

أجابتها : نعم ياأمي لابد من التغير  للأفضل وللأجمل ياأم عبدو

أجابتها:
وهل المبالغة والأهتمام ب سعدون يعتبر أفضل بحياتك

نعم ياأمي ولما أنكر شيئا  أسعدني  ، وغير قانون حياتي ونبض وجداني .

ماتقصدي بكلامك ياصفاء ؟ أنتبهي لحدود العلاقة  مع سعدون ولاتتجاوزي الشفقة والمساعدة كغيره من المساكين ...

ولكن ياأمي سعدون أبن صديقتك ويجب أن نتعامل معه كصديق وليس مسكين .
ردت عليها وبحدة : الفرق كبيرا جدا بين سعدون وأمه وعلاقتي أنتهت من وقت وفاتها .
اذا لا داعي للقلق أمي وثقي بأني لن أفعل شيئا يغضبك مني .
أماه هل تذكرين أيام مراهقتي وعشقي لأفلام المغامرات ؟ وأنت تنزعجين من مشاهدتي لها ولكن تسهرين معي وتشاركيني المشاهدة

نعم ياأبنتي ومامناسبة تذكرها الأن ياصفاء؟؟
ردت : صفاء والأبتسامة تغمر وجهها
" لقد عشت لحضات المغامرة وأحسست بها اليوم مع سعدون ياأمي لم تتخيلي شعور الأثارة وأنت كالرهينة وينقدك البطل ليوصلك عالم الأمان ولكن للأسف الرعب من أن أموت منعني من الأحساس بالمتعة "

و .... الخ
ولم تنتبه لردت فعل أمها وغليانها وهي تسترسل  اللحضات التي عاشتها وكأنها بحلم جميل  لاتريد الأستيقاظ منه .

أنتبهت على صوت أمها : قائلة وماذا بعد ألم يحملك ويطير بك؟
فردت عليها وهي سارحة أماه سعدون لايعرف الطيران !!

سمعت صوت أمها ترد عليها بحدة وغضب فعلا أنت مجنونة اذا كنت تفكرين بأن سعدون سيكون فارس أحلامك فأنت فعلا ماتزالين مراهقة وبهذا العمر المتأخر .
نزل عليها كلام أمها كالصاعقة مما أفاقها من  أحلامها وتخيلاتها وكأنها عملت جرما أثما بحق نفسها .

نظرت الى أمها بقلب منكسر وبهتة  أبتسامتها وردت عليها بصوت يملئه البؤس نعم ياأمي لقد تأخر بي العمر لأحلم كبقية البنات  .

فردت عليها بصوت يملئه العاطفة والندم لم أقصد هذا ياأبنتي ولكن سعدون لايستحق منك كل هذا الأندفاع بمشاعرك أنه شخص غير مناسب لتفكري به ، انه أنسان غير طبيعي يعيش من غير هدف بالحياة ، يتسكع بالشوارع وليس له قرار أوعمل أو اي شئ انه لاشيئ لاشئ .
ردت عليها بصوت مخنوق بالصياح لا يا أمي أنه كل شيئ ولاينقصه شئ كما تتصورين ، أنه فقط يحتاج لقلب يحبة وأهتمام ، سعدون أنسان طبيعي وأنت من  أخبرتني بذلك    ولكن الضروف والخوف وقسوة الأخرين جعلته تائها كما أنا تائهة بأفكاركم  وقد ظيعتوني بها وحرمتوني سعادتي أنت وأبنك عبدو .كما ضاع سعدون بسبب سلومة ...

فردت عليها قائلة : هذا جزاء من يخاف عليك ياأبنتي كل ماعملته من أجل راحتك وليس حرمانك  ، أنت تملكين الجمال والذكاء  التي تحسدك عليه الكثير من الفتيات ، وأبنة عز وحسبا ونسب كيف تفكرين بشخص
معتوه ك سعدون ؟!
نعم أمي هذا هو السبب الحقيقي الحسب والنسب والجمال كم من الخاطبين تقدمو لطلب الزواج بي وانت ترفضينهم بحجة أن هذا نسبه لايناسبنا ، وهذا أسمه لايعجبني  وذاك  لونه أسمر وغيره من أسرة متواضعة و.....الخ ووالذي الطيب رحمه الله لايستطيع مجاراتك  ، فأنت أبنة الحسب والنسب وكلمتك هي الأقوى ،

وأخي العزيز عبدو الذي حول حياتنا من العز والغنى  للذل والفقر ، دلالك له وأعطائه الثقة الكاملة بتصرف بأموال والدي و خسرانها ببعض الصفقات الفاشلة مما أضطر والدي لبيع الفلا التي اختارها لنا بأرقى منطقة ولكن للأسف ياأمي خسرنا كل شيئ حتى والدي مات قهرا وحسرة .
وهل رأيت بعد كل مأسينا وأنتقالنا لهذا البيت البسيط هل فكر أصحاب الحسب والنسب بخطبتي .ابدا فنحن بنظرهم أقل من المستوى المطلوب .
يكفي يا أمي النظرة الفوقية للأخرين ويكفيكم تحكما بمشاعري فقد قاربت عمر الأربعين وأكتسبت الكثيرمن الخبرة  وأعرف  مايناسبني بأي قرار  .
ردت عليها :  لقد كنت أفتخر بفطانة ذكائك ورجاحة علق ولم أتوقع أن يأتي يوم وتعشقين مجنونا ..
ردت عليها وبكل ثقة  : وما المانع لو اللتقى العقل والجنون ياأمي ، أكثر المتزوجين عقلاء وكل واحد يتهم الأخر بالجنون ببعض الأوقات الصعبة والمشاحنات بينهما ..

ردت عليها بلهجة حنونة : ولكنك ستضحين براحتك لتأهيل سعدون ليكون رجلا .

أطمئني ياأمي أنا وسعدون سنكمل بعضنا فلقائنا لم يكن صدفة ياأمي بل هو مقدر علينا .
ردت عليها : طلبك للزواج ؟

لا ياأمي أنا سأخطبه هو لم يعلم بشيئ أنا مجرد أحلم ياأمي وهل الأحلام حراااام..


يتبع ..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...