الأحد، 20 مارس 2016

الفصل 18 من رواية عندما يلتقيان

بقلم الكاتبة : هدى العوى

الجزء الثامن عشر


مضت الأيام متسارعة ،  ومازالت صفاء بأنتظار أي خبر من صاحب المحل عن سعدون ، وقد أقترب موعد رحلتهما للأمارات وقررت أن تبحث عنه لأخر مرة قبل سفرها ، ذهبت تتجول بقرب بيته ولاحظت إن الباب مغلق ولكنه غير مقفل فأستبشرت خيرا

وتقدمت ولم تطرقه بل فتحته ودخلت ونادت :  سعدون سعدون أنا صفاء رد علي فأنا مسافرة وجئت لأسلم عليك فلا داعي للهروب مني فلن أزعجك مرة ثانية

سعدوون Weary face

فلم تسمع جوابا ولاحركة ، فأستيقنت بأنه غير موجود ويجب أن تضع له رسالة فأخرجت ورقة وقلم وكتبت بعض الكلمات ووضعتها بأول درجة للسلم لعله يلاحظها عندما يرجع

وخرجت وأغلقت الباب كما كان  وتذكرت الرجل الطيب صاحب المحل وأتجهت لتلقي عليه التحية وتسأله عن عدم أتصاله وأخبارها عن سعدون

وعند وصولها تفاجئت بأن العصفور مازال موجود بواجهة المحل ، وما إن أقتربت حتى بادرها صاحب المحل بأبتسامته قائلا : مرحبا يا أبنتي لماذا تاخرتي بالمجيئ؟ ، لقد ضاع رقم هاتفك ولا اعرف لك عنوان لاخبرك كما وعدتك عن سعدون.

ردت عليه بتلهف:  نعم ياعم أشكرك لأهتمامك، هل رجع سعدون ؟ وأين كان مختفي ؟

رد عليها : لا يا أبنتي انه لم يرجع ولكني رأيت عمال يخرجون من بيته ببعض الأثاث القديم، وذهبت اليهم وسألتهم عرفت أنهم ياخدونه لجهة تختص بالتراث القديم وأن صاحب البيت هو من أعطاهم مفتاح البيت وصرح لهم بأخد الأثاث ...



زدات حيرة صفاء بعد ماسمعت وعادت أدراجها لبيت سعدون وأستعادت ورقتها منشغلة البال هل مايعمله سعدون هو للهروب منها ؟ وهل يمكن سببت لها بعض الأزعاج من غير لاتشعر لكنها تذكرت هتافاته وقت إنعاشها وهو يصرخ سعدون يحتاجك لاتموتي ياصفاء نعم هو قالها !

 فاعادت مناداته بأعلى صوتها سعدوووون أنا أحتاجك  لاداعي للهروب مني كن رجلا وواجهني لسبب هروبك !



شعرت ببعض الأرهاق من خيبة أملها باللقاء به  وجلست على كرسي قديم بقربها ولم تهتم لتراكم الغبار عليه فهي تشعر بأنتمائها للمكان والراحة به رغم وحشته بنسبة لغيرها .



وقبل أن تخرج وبداخلها قرار بعدم العودة للمكان مرة أخرى، فالتلقي أخر نظرة لبيت سعدون فأخدت تجول بخطواتها ودخلت أول غرفة وكانت خالية ، وأنتقلت للغرفة المجاورة لها وقد أخليت من كل مافيها عدا خزانة صغيرة  حائطية مقفلة وشكلها يبدو حديثا ولها لمعة توحي بالأهتمام بها ، وبأخرها ملصوق بها أية الكرسي المباركة



وقفت تتأمل للحظات حتى أرتقت بنظراتها لسقف الغرفة أذهلها مارأت سقف مصنوع من الأخشاب المتداخلة ببعضها وبأشكال هندسية والوان متناسقة ياللروعة فعلا أنه مكانا لايقدر بثمن أخرجت هاتفها لتأخد بعض الصور فهي لاتعوض وستكون لديها ذكرى جميلة من بيت سعدون ، ولابأس من نظرة أخيرة للطابق العلوي

 أنتقلت بخطواتها للأعلى ومن غير توجس بخوف كما المرة الأولى، حتى وصلت ورأت باب الغرفة مشرع ويسطع به ضوء الشمس مع تدفق الهواء من نافذته المفتوحة على مصراعيها  مما أعطى الغرفة إنشراحا رغم خلوها من أثاثها ماعدا  بعض الأوراق المتطايرة بزواياها ،  فألتقطت بيدها أحدى تلك الأورأق لأشباع فضولها ، واذا مكتوب بها: " كنت لاشيء قبلها ولايستحق شيء لغيرها

 صفاء على درب السطور

وبين مجرات الحروف تطوف

لأصنع من الكلمات كوكب المشاعر والأسرار

ويزدان الوجود بنبض الروح وتزهر الأماني

يغني عصفور الحب لحن الحياة  بسطور الخربشات طوبة شيدة قصر الأحلام وبحروفها زخرفت كل الجدران

لو كنت انسانا ستكون عالمي صفاء "



أختلطت مشاعرها بين الحزن والبكاء أمعقول كل هذا الأحساس لي وتهرب مني ياسعدون إذا مافائدة الحياة بدونك ايها المجنون ؟

أنحت تجمع الأوراق من هنا وهناك وكأنها وجدت كنز بعد عناء

 ووضعتهم بحقيبتها وكفكفت دموعها ونزلت وأمنيتها أن يدوم البقاء

خرجت لتعود بأمل اللقاء وأغلقت باب بيت سعدون ولكنها فتحت أبواب كادت أن تغلق بداخلها .



أكملت بقية يومها بعملها ولاحظ عليها الجميع سعادتها وحركتها وكأنها تطير بخطواتها ومرحها وإبتسامتها ،

وبنهاية اليوم أوصتهم الصالون وأعطت براق مسؤولية وإدارة المركز بغيابها

وهي مع زميلتها علا سيكون من الغد أجازتهما لتجهيز مايلزم رحلتهما.


رجعت للمنزل ولم يخفى على والدتها بوادر الفرح بمحياها وأقتربت منها وأحتضنتها قائلة أحبك يا أمي وأبتعدت وهي تلوح بوشاحها وتتمايل بمشيتها لتصل غرفتها وتخرج منها تلك الأوراق وتشمها بغبرتها لتهيم بعالم الخيال والأحلام بأمل اللقاء.
  

يتبع ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...