الأحد، 20 مارس 2016

الفصل 20 من رواية عندما يلتقيان

بقلم الكاتبة : هدى العوى

الفصل العشرون


فتحت صفاء  وعلا أكياس الهداية  لينظرو مابها ، واذا هي عبارة عن قطعتين من الملابس المخواة والكندورة ، وكان نصيب صفاء اللون
" الأزرق والأحمر ، وعلا الأخضر والزهري"  هتفت علا قائلة : مارأيك أن نجرب لبسهم .
ردت عليها صفاء : لابد من لبسهم فهذا من واجبنا ك ضيوف أسبقيني لدورة المياه  وبدلي ملابسك وبعدها يأتي دوري بعدك .
وما أن فتحت علا باب دورة المياه حتى شهقت متعجبة ونادت صفاء تعالي بسرعة !
قفزت صفاء كعادتها بالحركات الطفولية وهي تتوجس أن ترى شيئا لايعجبها !
لكن المفاجئة غير متوقعة أن تكون دورة المياه بهذا المستوى من الفخامة ويبدو المكان كغرفة للرفاهية وليس للنظافة وقضاء الحاجة ! هتفت  صفاء وأتسعت عيناها وهي تقف مع الى جانب علا 🙄 🙄 ياللروعة  أنظري للبانيو المملوء بالرغوة ومحاط بأضاءة هادئة . وصوت سمفونية هادئة تعمل بمجرد فتح الباب ،
مارأيك ياعلا أن تجربي الجلوس على كرسي المرحاض ؟ علت ضحكاتهما
وردت علا طبعا سأجرب وبعدها سأخد غفوة صغيرة بهذا البانيو وأنعم بأجواء الشموع والموسيقى .وسألف جسمي بهذه الفوط الناعمة  دون أن يزعجني أحد .
ردت عليها قائلة :
يمكن تأجيلها  لوقت أخر و يكفي أن  تغتسلي وتبدلي ملابسك وأنا بأنتظارك .

أغلقت الباب وقبل أن تبتعد خطوة  نادت عليها قائلة : صفاء أنظري للمرحاض 🤗 كأني أجلس على كرسي من المخمل رغم أن شكله خزف، ويخرج من السيفون عطرا بدل الماء، ردت عليها صفاء وهي تكاد  تموت  ضحكا  Smiling face with open mouth and smiling eyes  أنهي تبديل  ملابسك فأنا محتاجة لأدخل بعدك ولتتعودي على الرفاهية من الان ، فأغلقت عليها الباب مرة ثانية وتقدمت لتطمئن على أمها ، عاد صوت علا يستنجدها تعالي بسرعة ياصفاء أنقديني أسرعت اليها وهي تحرك يدها فوق تحت لأغلاق صنبور الماء بالغسلة ولكنه لاينغلق وهي منحرجة أن تكون تسببت بعطله أو خرابه ، هتفت صفاء بنبرة حادة أبتعدي والأ سينفجر الماء بوجهك ومن غير شعور أبتعدت  للخروج  فزادت ضحكات صفاء من سداجتها ، قائلة : أنظري لقد توقف الماء مجرد أبتعدت يداك . والأن جاء دوري وأنت غيري ملابسك بالغرفة ، دخلت صفاء لدورة الماء وتركتها لتعود لغرفتهما .
وبعدت دقائق خرجت صفاء وهي تلبس الكندورة بلونها الأزرق وأكمامها الطويلة المزمومة بالالوان الذهبية والنقوشات الزاهية وتلف على رأسها المخواة ذات اللون الأحمر وعندما نظرت للمرأة لم تعرف نفسها قائلة : هل فعلا هذه أنا ؟؟ رفعت يداها تلمس وجهها لتاكد لنفسها بأنها فعلا صفاء الحقيقية .  وخرجت لتجد علا  وقد لبست مثلها  ولديها نفس الأحساس قائلة : أتمنى لو تراني أمي بهذه الملابس فأنها لن تعرفني ، أنها جميلة وخفيفة أشعر بالراحة بلبسها .
وأسترسلت بكلامها وهي تنظر بأعجاب لصفاء : أنت جميلة جدا بهذه الملابس أنها تناسبك أكثر مني .
ردت عليها صفاء بتواضع : أنت أيضا جميلة واقتربت منها ولاصقة رأسها بها وهي تنظر للمرأة أنظري ياعلا كم نحن متشابهتان .فأكتسى وجه علا بطابع الفرح قائلة : بل أنت الأجمل بكل شيئ ياصفاء.

قطع كلامها صوت الخالة حميدة وهي تنادي صفاء أين حقيبتي ؟؟  دخلت عليها ويبدو عليها بعض الضيق فأقتربت منها قائلة : هل أنت متعبة ياأمي أم بك شيئ يزعجك ؟؟
ردت عليها : لاشيئا يزعجني ولكني أشعر بالغربة بين هؤلاء الناس التي لم أعرفهم من قبل وأشعر بثقل وجودي بينهم .
ردت عليها : لا ياأمي سيتغير شعورك بعد أن تتعودي عليهم ، ومازلنا ببداية الزيارة ياأمي .وحقيتك موجودة بداخل هذا الدولاب وكل أغراضك بالحفض والصون .
ثم رفعت أمها رأسها ورأتها بشكلها الجديد فتوسعت عيناها وبدت عليها أبتسامة الرضا قائلة : حفضك ياأبنتي كأنك عروس تتجلى بهذه الملابس .
وأحتظنتها قائلة وأين هديتي سألبسها مثلك ، شعرت بأن أمها بدأت تقبل وجودهما ولابد من مسايرة الضروف حتى تنتهي وقت الزيارة بسلام . وبأثناء حديثهما علا صوت الأذان مناديا( الله أكبر)  فأستشعرت الصوت بطمأنينة ونهضت أمها للأغتسال  وأداء الصلاة .
وبعد أن قاربت الساعة الواحدة سمعت دق خفيف لباب الغرفة ونهضت لتفتحه واذا هيفاء بطول قامتها وقد تغيرت ملابسها وشكلها التي كانت عليها بأستقبالهم ، ووجهت كلامها لام عبدو  قائلة : كيف حالك ياأختي أم صفاء؟؟ هل تشعرين بالرحة أم مازلت مجهدة من السفر .
ردت عليها : لاتهتمي الحمد لله أنني بخير .

ردت عليها وأنا سعيدة بوجودكم  وستحظر أختي أم خالد ومتأكدة أنها ستعجبك وستكون معك وقت أنشغال صفاء معنا .
ولأن تفضلو الغداء جاهز .
وهي تشير عليهم بيدها .
ونهضو جميعهم وكل واحدة تنظر للأخرى بأبتسامة خجل وهم  يمشون خلف هيفاء ويتأملون زوايا المكان ودخلت معهم بغرفة كبيرة جدا عرفو أنها قاعة الطعام لوجود طاولة كبيرة 
جدا .وفوقها عدة صواني مغطاة وهي تدعوهم للجلوس . وبعد أن أستقر جلوسهم وهم متلاصقات لشعورهم ببعض الخجل . دخلت عليهم بنت وتصطحب معها بنت صغيرة . وتقدمت للسلام عليهم ويبدو على وجههها عدم الرضا والأرتياح وهيفاء تقف قائلة لهم هذه أختي "سارة أخر العنقود وهذه أبنتها رند " ثم أكملت وهي توجه الكلام لأختها هذه صفاء وهذه امها الطيبة الخالة حميدة وزميلتها علا .
ردت بأبتسامه مصطنعة أهلا وسهلا.
بعدها لحقتها بالدخول الفتيات التي كانو بصحبة هيفاء وقت الأستقبال ولم تكن فرصة ليتعرفو عليهم وجميعهم يلبسون الكندورة الأماراتية التي تسمى عند البعض جلابية أو دشداشة ولكن بشكل مختلف وتتميز بطولها لأطراف الأرجل واليدين .
وتقدمو اليهم وأعادو عليهم الترحيب والسلام وكل واحدة اخدت مكانها ثم جلست هيفاء بمقدمة  الطاولة .
ودخلت أمرأتان  يبدو أنهما الطباخات  من ملامحهما وشكل ملابسهما التي تبدو انيقة ومرتبة .
وتقدمو بقرب الطاولة وأنحنو  بظهورهما لأبداء التحية ومن غير أي كلام  أمام الضيوف ، ورفعو أغطية الصواني  للتتفاجئ صفاء بأن الصينية الكبيرة مملؤة بالرز وفوقها يبدو خروف بكامله مع الرأس
شهقت من منظره وعلا شاركتها بنفس شعور الأشمئزاز  . فغمزتها أمها بجانبها من أن تتفوه بكلمة محرجة مما تراه من الطعام ..
والى جانبه صينية ثريد مملوئة باللحوم والخضار ،و صحنا يشبه الهريس عرفت بعدها أنه طبق المضروبة وهو عبارة عن الأرز المضروب باللحم ومهروس
ويسطح بالصينية كالهريس تماما 
وطانج الشوربة وبعض السلطات الخضراء .
وأما صفاء تحاول جاهدة أن لاتقع عينها على رأس الخروف ، ولكن هيفاءلم تتركها بل بادلتهم بتناول الطعام وغرفت لهم الشوربة وملئت صحونهما بالأرز واللحم بالعظم
وكما يسمى عند البعض بالمفطح Face savoring delicious food
لكنها لم تستسيغ أن تأكل منه وأكتفت ببعض السلطات والشوربة ، وعلا أكملت أكل وجبتها ووتذوقت كل الأصناف لشدة جوعها .
والجميع يأكلون بشهية ودون أي كلام غير طقطقة الصحون التي تملأ المكان .
وبعد أن أكتفى الجميع من الأكل .دعتهم هيفاء لشرب الشاي بالحديقة ، وأعجبتهم الفكرة وتنفسو الصعداء . لأحساسهم ببعض التقيد بحركاتهم وتصرفاتهم بهذا القصر وكأنهم يعيشو بين أميرات من العصر القديم .

تقدمت هيفاء بأبتسامتها وكلماتها المعتادة لتشعرهم بالراحة وحفاوة الضيافة وهي تدعوهم للجلوس بركن جميل من الحديقة والى جانبه بعض الأشجار المرتفعة وحولها أصيص من الفخار المزينة بأشكال الورود وصوت شلال الماء يعطي المكان سحرا والى جانبه حوض كبير لأسماك الزينة ، وتغريد الطيور يوحي بأنهما بحديقة
غناء . بدا على محياهم الأرتياح وقدمت لهم ضيافة مابعد الغداء من المكسرات وأطباق الحلويات والشاي والقهوة العربية .

والتفت البنات حولهم ليكونو جلسة دائرية وبالقرب من بعضهم .
مما أفسح للأخد والعطاء بالحديث .
فبادرت صفاء قائلة وهي تشير الى أحدى البنات  أنت العروس  ورود ؟
ردت عليها بأبتسامة خجولة : نعم أنا من جئت اليك اللعام الفائت مع خالتي أم خالد بزواج أبنها !
ردت صفاء نعم ياعروستنا مازلت أذكرك ،  وشكرا لأختياري لأزينك
ردت عليها بأكثر جرئة لو لم توافقي على المجيئ الينا لأتيت انا اليك .
فضحك الجميع من كلامها ، وازدات ثقة صفاء بنفسها اكثر من قبل .
وردت عليها قائلة أنت مختلفة الشبه عن بقية أخواتك . ملامحك مختلفة وناعمة وفعلا لايعرف  أي أحدا يبرز جمالك .
ردت عليها وهي تحرك راسها تفاخرا نعم لاأحد يعرف غيرك بجعلي مميزة بليلة زواجي .

وحاولت تنتقل بحديثا لأخواتها قائلة : وأنتم ايتها العروسات لم تعرفوننا بأسمائكن .
انا رغد  وهذه أختي مروة .وتلك الشقراء أبنت عمي لجين .
قاطعتهما هيفاء قائلة : لجين أبنة حماي لكنها مثل بناتي تماما .
ردت الخالة حميدة قائلة :وأين أمها؟؟
ردت عليها بأنها مع أهلها بلبنان وقد أنفصلت عن زوجها وتركت لجين عند والدها وأحتضنتها مع بناتي أفضل من أن تكون تحت رحمة زوجة والدها .
شاركتهم علا بتعقيبها نعم ياخالة هيفاء يبدو عليك الحنان والطيبة
ردت : هذا شيئ بسيط يا أبنتي .

فشجعها بساطة هيفاء وتواضعها بسؤال أخر
لكن بناتك لايتشابهون ولايأخدون منك اي شبه تقريبا غير طول قامتك .
فبدا تبادل الضحكات بما فيهم هيفاءSmiling face with open mouth and cold sweat Smiling face with open mouth and tightly-closed eyesSmiling face with open mouth

ثم أردفت قائلة :  نعم يا أبنتي علا كلامك صحيح .
والسبب عمي رحمه الله.


يتبع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...