الأحد، 20 مارس 2016

الفصل الثاني من رواية عندما يلتقيان

بقلم الكاتبة : هدى العوى 

الفصل الثاني :


ردت صفاء بأندهاش :"هل تعرفي أمه يا أمي ؟
":"نعم وكيف لا أعرفها كنا جارات وهي من أقربهم الى قلبي
وسعيد هو أبنها بكرها "
:"نعم أمي أكملي اكيد تعبت بتربيته بسبب إعاقته العقلية ؟؟"
فأجابتها: " أبد أبد بالعكس كان ولداً طبيعياً وجميلاً وكانت سعيدة بتربيته ودائماً تردد انشودته وهي تداعبه:
- سعيدا سعيد أسعد حياتي ومهجة قلبي سعيدا سعيد -
وكان ولداً هادئاً وذكي"
فردت صفاء بأستغراب: "معقول يا أمي سعدون كان طبيعياً بطفولته !!"
:" نعم ياصفاء."
ففهمت من من وجه صفاء بانها تريد المزيد
ولكن النعاس يغلبها  وأستسلمت بنوم عميق
فتبعها صفاء لمحاولة أخد غفوة وتنسى ماحدث لكن جفى النوم عينها وأخدت تتقلب على فراشها رغم شدة تعبها ومنظر سعدون ونظراته المحيرة تجول بذهنها
وصراع بينها وبين ضميرها ماذا لو حصل له مكروه ومات ؟ كيف أتصرف ومن هو المسؤؤل ومن يهتم به
اسئلة كثيرة تخطر على بالها وبدأت عليها أبتسامة بتذكرها اياه وهو يصفع سائقها وينعته بالجنون ويهرب فشعرت ببعض الأرتياح  وأستسلمت للنوم ..

ولم تشعر بمرور الوقت حتى ايقضتها والدتها بصوتها الحاني : "صفاء صفاء تاخرتي عزيزتي "
:" صباح الخير يا أحلى أم "
:" صباح الصفاء
يا أحلى بنت "

فنهضت بنشاط وبعد أن جهزت فطورهما وجلست حاولت تعرف المزيد عن قصة سعدون لكن خجلها يمنعها ولابد أن تتغلب على شعورها

:"أماه اكملي قصة أم سعيد "
فبادلتها أمها بأبتسامة وردت عليها:" كما أنت ياصفاء لم تتغيري مهما كبرت يكبر معك الفضول ، وتحبي معرفة كل التفاصيل بأي حدث أو قصة
أهم شيئ لاتكوني فضولية بعملك لئلا يأثر على زبنائك"
فتخللت كلامها ضحكة وشاركتها صفاء بنفس الشعور
وتبادل الضحكات التي لم تشعر بها من وقت طويل Face with tears of joy

وبعدها خرجت تنهيدة عميقة من صوت أمها وهي تتمتم رحمك الله ياأم سعيد ،واكملت كلامها وكانها تستذكر ماضي جميل بعد أن بلغ سعيد ثلاث سنوات تقريبا أنجبت أمه أخوته سعاد وفؤاد  بفترة قصيرة
وبعدها مرضت وانتقلت لرحمة ربها تاركة ورائها ثلاث أطفال بأمس الحاجة لتربيتها وحنانها ولكنها إرادة الله وحكمته

وأخدتهم جدتهم برعايتها فترة من الزمن وبعدها تزوج والدهم ولكن لم يحسن اختيار الزوجة المناسبة
وطلبهم من جدتهم ليعيشوا معه ببيته
وبرعايته مع زوجته
فردت صفاء وهي تنظر لساعتها وكان الوقت يداهمها :"نعم امي أكملي "
فردت أمها :لنجعل البقية غدا

فردت صفاء بحماس وصوت رجاء لأمها :"لا يا أمي أرجوك اكمليها اليوم لأن الأيام القادمة سيكون خروجي للمحل من اول الصباح لاتنسي أمي نحن بموسم الأعراس وإبنتك مشهورة لتزيين أجمل العروسات"

فردت أمها :" الله يسعد قلبك ياأبنتي وأراك عروسة مثل بقية البنات "

فتجاهلت صفاء دعاء امها ولم تعلق اي كلمة غير أنها بادلتها بتكملة حكاية سعيد
: "نعم امي وماذا حدث بعد أن إنتقل  سعيد واخوته لبيت والدهم ؟ "
: "آه يا إبنتي  كما سمعت والله أعلم إن زوجة والدهم كانت قاسية ولاتعرف الرحمة ، وتحرمهم حتى من الاكل ووالدهم انسان بسيط ويمكن أن يصدق اي كلام يصله من زوجته
وذات يوم أحس سعيد بالجوع واتفق مع أخوته أن يدخلوا للمطبخ وياخدوا لهم طعام واختبئوا ثلاثتهم ليأكلوه ولكن لم يتهنوا بأكله اذ أكتشفتهم وهالت عليهم سب وشتم حتى تمادت بالشتائم على والدتهم ولم يتحمل سعيد عندما ذكرت أمه فرد عليها ومسك يدها وضربها
وكبرت المشكلة ولم تتنازل وهددت بأن توصل شكوتها للشرطة ويسجن سعيد لتطاوله عليها
وبعدها هربت سعاد لبيت جدتها ولم ترجع حتى تزوجت
وسعيد هرب خوفاً من تسليمه للشرطة ولا أحدا أهتم بالسؤال عنه غير والده بحث عنه هنا وهناك ايام قليلة حتى مرض ولحق بزوجته المحبة ام سعيد
ولم يبقى بالبيت غير فؤاد وحيداً حتى اعتمد على نفسه وتزوج
واما سعيد رجع بعد عدة شهور وهو بهذا الحال ولم يرحمه الناس من السخرية والأهانة فأحيانا يغيب فترات ويرجع ويقضي حياته بين أزقة البيوت والتجول بالشوارع "

فتاثرت صفاء حتى نزلت قطرات دموعها فحاولت اخفائها وبادرت امها باﻻستئذان لتستعد للخروج

فطبعت قبلة على جبين أمها وابتعدت لتغيير ملابسها على صوت مزمار سيارته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...