الأحد، 20 مارس 2016

الفصل 22 من رواية عندما يلتقيان

بقلم الكاتبة : هدى العوى

الفصل الثاني والعشرون


أختصر محادثته قائلا سأنتظر رجوعك فلا تتأخري ...
أغلق  سعدون الهاتف وأغلقت صفاء معها أي أهتمام بأي  كلمة تسمعها من أمها وستواجه كل التحدياتلأجل سعدون .
وبعد صلاة المغرب خرجو للتنزه برفقة أم سيف وعند رجوعهم كان سند يجلس بوسط الصالة وحيدا وكانهيتحين الفرصة لمكالمة صفاء  وعند دخوله ألقت تحية المساء وأكملت سيرها مع الباقي لغرفتهما دون أنتشعره بأي أهتمام كما كان يتوقع منها .
وبأشراقة صباح يوم جديد أجتمعو  على مائدة الطعام ولم يكن معهم غير هيفاء وأختها سارة وهي مازالتواجمة الوجه رغم جمالها وطول شعرها الحريري يغطي كامل ضهرها ويتحرك معها كلما حركت رأسهاوكأنه قطعة حريرية . 
وتجلس معهم وكأنها لاتراهم ولاتنظر اليهم ،ممايبدو عليها التكبر والغرور ظاهريا .
وهيفاء تحاول جاهدة خلق أي حديث لتعرف رأي صفاء بأبنها سند .

ولكن وعي صفاء وحنكة ذكائها تحاول أن تبتعد بأحاديثهم  لمواضيع  أخرى قائلة : أين ورود وأخواتها ؟ 
ثم وجهت الكلام الى سارة قائلة : أين أبنتك ياسارة ؟ 
رفعت رأسها قليلا وهي تمسك بكوب العصير قائلة : رند باتت مع والدها البارحة .
شعرت صفاء بأن لديها مشكلة وهي سبب وجومها وعدم مشاركتهم الحديث معهم .
ردت علا بسؤال أخر : ولماذا تنام مع والدها وأنت  هنا بعيدة عنهم فالقصر كبير الأيسع أن يكون والد رندمعكم ؟ وهل أنت تباتين ببيت أختك لأجل زواج ورورد أو .....الخ 
وضعت هيفاء يدها قرب فهما وهي تمسك ضحكاتها من استرسال علا بأسئلتها الجريئة  دون الأنتباه اذاكانت محرجة لسارة رغم انها ببداية معرفتها بها .
وردت عليها قائلة : هل تصدقي يا  علا لم يلقي  احدا مع سارة بهذه الأسئلة غيرك .

أختي سارة متضايقة وأحيانا تكون كتومة 

وليتها تتكلم مع احدا لتروح عن نفسها  ، هي دوما تجلس لوحدها او هكذا  تكون معنا فقط من غير كلام .

فعلا صوت سارة بحدة قائلة : وما فائدة الكلام وسمع النصائح التي ستوصلني للطلاق وحرماني من أبنتي ،والى من أشتكي كلكم مشغولون بزواج ورود وبأنفسكم ولا أحد يهتم بمشكلتي وأغرورقت عيناها بالدموع ،وعم الصمت على الجميع .
تحركت صفاء من كرسيها لتقف بجانب سارة وتربت على ضهرها قائلة : لابد لأي مشكلة من حل ياعزيزتيسارة .
ردت عليها قائلة : لو كانت هناك فعلا مشكلة .

 فأجابتها بلهجةةحنونة  قائلة :   مارأيك أن نخرج للحديقة ونكمل حديثنا ؟ 
وأشارت بأصبعها  لعلا بأن لاتلحق بهما

فاستحسنت سارة رأيها وحملت كوب العصير ونهضت من كرسيها ومسكتها صفاء من يديها وأتجهو خارجا ولم يجلسو بل أستمرو بالتحدث وهما تمشيان بخطوات بطيئة  حول الحديقة .
بادرتها صفاء قائلة : لم أفهم قصد كلامك ياسارة  بأن مشكلتك من غير مشكلة ؟؟
ردت عليه بزفرة حارقة نعم ياصفاء زوجي رجلا طيب و لم يقصر معي  بشئ ويحبني لحد الجنون ولم أسمعمنه أي كلمة جارحة من تزوجنا  ولكن !
توقفت عن كلامها وكأنها تخاف الأعتراف بحقيقة مرة .
سألتها صفاء ولكن ماذا ياسارة ؟ 

أنه أقل مني جمالا ومن عائلة غنية لكنهم بسطاء .
وأحيانا من غير قصد أقارن بين شكله البسيط  وجمالي واذا ذكرت له أهلي يعتبرني متفاخرة ومتكبرة .

ردت عليها صفاء قائلة : وهل هذه الأمور فقط سبب مشكلتكم ياسارة ؟ 
نعم ياصفاء . من قبل كنت عندما أزعل  يأتي خاضعا ويحمل الي الكثير من الهداية يينال  رضاي وأرجع معهلبيتنا والأن مضئ أكثر من عشر أيام ولم  يأتي أو حتى يسألني عن حالي   فقط أتصل البارحة  ليأخد أبنتهولايهتم بمصالحتي .
ردت عليها صفاء قائلة : هل تريدين مني  الصراحة ودون زعل ؟ أنت فعلا تسببين لنفسك مشكلة من لاشيئ 
وتتسببين بتعاسة حياتك من غير لاتشعرين .
ردت عليها قائلة : أنت تتكلمين مثل زوجي دائما ينعتني بخلق المشاكل 
ردت عليها :نعم أحساسك بأنك الأفضل والأجمل وأستصغار زوجك بنظرك هو سبب بعده عنك 
أنت فعلا جميلة بل تعتبري من الحسناوات ولكن ينقصك التواضع 
فالجمال الجسدي وحده لايكفي ، ويمكن أن لايراه زوجك بل يرى قبح تصرفاتك وغرورك والأدهى أن تقارنيبينه وبين أهلك وهذا يهز رجولته وكبريائه ، فهمها كان حبه لك كبيرا  يمكن يتلاشئ مع أستمرار غطرستكوتكبرك ،  وتخلقين المشاكل وتخرجين من بيتك وتنتظرين منه  مراضاتك !! يمكن يخضع لدلالك مرةأومرتين لكنه سيتعود على غيابك ويمل من مراضاتك ويمكن أن يستبدلك بزوجة ثانية أكثر تواضعا منك حتىولو كانت أقل جمالا ...

شهقت سارة قائلة : فعلا ياصفاء وكأنك تعيشين معنا هذا مايحدث بيننا تماما وأشعر من كلامه بأنه سيتركنيويتزوج من أخرى . 
ردت عليها صفاء بسؤال : هل كنت مجبورة على الزواج به ؟؟
لا بالعكس تماما أنا من أعجبت به ووافقت على الزواج به رغم معارضات الأهل بأنه أقل  بالمستوى المادي، لكنه بعد زواجنا ازداد دخله ويعتبر من الأغنياء لكني دوما أشعره بأنه أقل مني وياريت حصل لي أحدابتوعيتي قبل أن أهدم بيتي .
ردت عليها لاعليك عزيزتي كلنا خطائون المهم أن لانستمر بتكرار الخطأ ونحاول تغير مايلزم لترميم حياتنامن الشتات .
ردت عليها : وهل تتوقعين أنه يتراجع بقراره ولو كلمته أن يأتي ويرجعني لبيتي ؟؟ 
ردت عليها بصوت جاد : لا لا لاتفكري بالأتصال به ،بل فاجئيه برجوعك ومن غير أي عتاب بل حاوليتكوني على طبيعتك وعامليه بكل أحترام ومودة ومن غير تكبر .
ردت عليها قائلة : أخاف أن لايصدقني ويعتبرني متصنعة لانه لم يتعود مني الأسلوب اللين دائما يقول ليتعلمي من أمك الأحترام ولم أنتبه لتصرفي الأحمق  الأبعد فوات الأوان . 
جلست على أحدى الكراسي  ويبدو على وجهها البؤس والندم  . جلست صقاء بالقرب منها قائلة : لم ينتهيالوقت لأصلاح مافات المهم تكوني صادقة النية بالتغير للأفضل وتعودي لسانك على أطيب الكلام حتى لو كانتصنعا ببدايته ولكن مع الأيام يكون خصلة من صفاتك الطيبة و سيشعر بمحبتك وتواضعك وأهم شئ التقديروالأحترام لابد من تشعريه بهما ، ولاتنسي عزيزتي أن تطلبي العون والمساعدة من الله قبل أن تشتكيللأخرين .
وقفت وكأنها تستفيق من غغلتها ووضعت يداها بكفي صفاءقائلة  :شكرا لك وسأنفد وصاياك حالا .
تركتها وجرت مسرعة  للداخل ورأئها الجميع متسائلين ماذا حدث ولماهي تجري بهذه السرعة ؟!
ولم  يطول تساؤلهم حتى خرجت تلوح بمفاتيح سيارتها قائلة : سأذهب لبيتي وأسترجع حياتي الى اللقاءغدا 

وضعت هيفاءيداها فوق بعض قائلة :  لا أصدق أنها سارة من تتكلم ، ماذا فعلت  بها صفاء ؟؟
ردت علا قائلة : يمكن سحرتها فعمت الضحكات على وجوه الجميع .
وبتلك الأثناء وصلت الحناياتوحاولت هيفاء جاهدة بقبول دعوتهما للحناء معهما فوافقت الخالة حميدةوأشترطت علا أن تحني فقط أصابعها واما صفاء لم تقبل أن تتحني لأنها لاتحب رأئحته .
ولكنها ستكون برفقتهم  ،
ومع بداية اليوم الثالث وهو يوم العرس الموعود أستيقظ جميع من بالبيت وشعرت صفاء بأن هناك حركةتطفي على القصر بعض الحيوية مما أنطبع  ببعض الأرتياح ،  وأخبرتها هيفاء بالصعود للدور الثاني فهناكغرفة خاصة بكل ماتحتاجه لتزين العروس وأخواتها وهي أولهم  ﻻنها ستسبقهم بوجودها بصالة الافراحوأستقبال الضيوف .

أطلت صفاء من نافدة الغرفة فرأت من خلالها بعض العمال وهم يزينون القصر باللمبات الملونة و الزينة وبعض اللافتات المخطوطة بكلمات الفرح وأسماء العروسين ، شعرت بالأغباط لوجودها مع هذه العائلةومشاركتهم سعادتهم وكأنها واحدة منهم  وقد تلاشى أحساسها بالغربة معهم.
وبدا الجد بالعمل هي وعلا تعملان بصمت المهم أتقان مهمتهما التى يتواجدون من أجلها .

وهاهو الوقت يمضي وشمس همت  بالمغيب لينير ليلها بالعروس ورود وقد تجلت بأبهي صورة فسبحان منخلق . نظرت لنفسها بالمرأة وهتف قائلة :: ""واو هذا أنا "" كنت خائفة أن تطمس عيناي بالألوان لكنالعكس صحيح لأول مرة تبدو عيوني واسعة ، شكرا شكرا ياصفاء.
أقتربت منها صفاء قائلة : هذا وأجبنا ياأجمل عروس وأحتضنتها وقدمت اليها الخاتم هدية وهي تشعربالأحراج لصغر حجمه مقارنه بماتلبسه ورود من الذهب   لكنه أعجبها ولبسته وزادها تألقا وجمالا .

وبعد أن أنتهى الجميع وتألقت صفاء معهم بلبسها مع علا وقد سبقتهم أمها مع هيفاء لصالة الأحتفال ،وبأثناءخروجهما رن هاتفها واذا هو سعدون ، أبتسمت لكنها فضلت  عدم الرد عليه لتزبده شوقا وترد لهبعض مافعله بها من قبل . 
وأكتمل جمعهم مع هيفاء ومشاركتها عرس ورود وعم الجميع الفرحة وقضو ليلة  بهيجة  من الف ليلةوليلة حتى وقتا متأخر رجعو ولم يشعرو بأن اليوم أنتصف وهم مازالو نائمين . 
أستيقضت صفاء من نومها ونظرت لساعتها وقد قاربت الواحدة ظهرا ومازالت مهمتهما لم تنتهي بعد ، وعليهم  أكمال عملهم وأختتمامه بسلام . وفعلا حضرت العروس بعد المغرب وقد ازدات جمالا وزهوا وأخبرتها بأنها تريد أن يكون مكياجها ناعما ومميزا ومختلفا تماما عن ليلة الزواج  لتظهر لاهل زوجهابشكل مختلف عن ليلة عرسها ،  وكان لها ما أرادت وأكثر مماتمنت . 
وحضرت صفاء وأمها وعلا معهما أحتفالهم و قد أثنى الجميع عليها بالشكر والأعجاب والبعض سألها اذابالأمكان حجزها بمناسباتهم لكنها لم تأكد لهم على جواب غير كلمة أن شاء الله .وهاهي قد قرب وقترجوعهم باليوم الخامس مساء ،  وطلبت من أم سيف أن تتجول معهم لبعض المراكز التجارية والتعرفعلى معالم الشارقة قبل موعد سفرهما .
ولم تتوقع أن تكون بتوديعهم سارة أخت هيفاء ومعها زوجها وأبنتها وقد قدمت لها هدية كبيرة تعبيرا عنشكرها لأنقادها من الطلاق وقد بدا عليها علامات السعادة  مع زوجها.
وأحتظنتها هيفاءقائلة :شكرا لكل ماقدمتيه لأبنتي من جمال  وأكمال فرحتها كما تتمناها بلمساتك الناعمةوالمحبة وأتمنى لك حياة سعيدة ، 

وقدمت لها بعض الهداية بالتساوي مع علا وأمها وأنتهت مهمتها 
بالامارات و الرجوع لأرض سعدون ومشاكساته من جديد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...