الأحد، 20 مارس 2016

الفصل الخامس من رواية : عندما يلتقيان

بقلم الكاتبة : هدى العوى

الفصل الخامس ..


قاربت الساعة العاشرة وبدأ المكان يخلى من زبوناته  وعم بعض الهدوء .
حتى خرجت أخرهم وشعرت (صفاء بالحاجة لبعض الأسترخاء قبل بدء الأجتماع مع موظفاتها)  فأستلقت قليلا وأغمضت عيناها لحظات حتى  قطعتها عليها مسوؤلة الأستعلامات  (براق )  قائلة : جميعنا جاهزات للأجتماع اختي (صفا)
فأجابتها نعم : وأنا جاهزة ، فنهضت ورتبت هندامها وتقدمت لمكان أجتماعهم . وشعرت بنظرات تلهفهم لمعرفة تفاصيل الأمر المهم لهذا الأجتماع .
فحاولت أختصار الكلام قائلة :
كما رأيتم  اليوم جائني اتصال من أحدى الأخوات من الأمارات تطلب مني أن أزين أبنتها ليلة زواجها والليلة التي بعده . وطبعا تزين امها وأخواتها بنفس الوقت ..
فبدأت على وجوه بعضهم أبتسامة ، وأحداهما  بعض الأندهاش قائلة :
أأمعقول وصلت شهرتك للأمارات ؟؟
والمعروف  بأن الأماراتيين عندهم الكثير من صالونات التجميل والمتخصصات من الأجانب في هذا المجال .

فردت( صفاء )  نعم فعلا كلامك صحيح . ولكن رأي العروس مخالف كلامك .
كماأخبرتني أمها أنها تطلبني أنا بالذات لأنها جربت التزين عندي  بالسنة الماضية عندما حضرت زواج أبنة عمها .بنت أم خالد . ولأول مرة تكون راضية عن نفسها .لأن ملامحها ناعمة جدا وعيونها غائرة وليس أي احدا يعرف يبرز جمالها .هذا ماأخبرتني به امها (هيفاء .)

المهم أحببت تشاركوني برأيكم .
فردت عليها أحداهما : ومتى موعد الزواج ؟ 
أجابتها : بعد شهرين ، يعني بعد أنتهاء الأجازة الصيفية عندنا .

فردت الأخرى الوقت جدا مناسب بنسبة لنا .لأن بهذه الفترة تقل الزبونات  لأنشغالهم ببداية الدراسة .
فردت عليها : نعم عزيزتي : وهذا ماشجعني على الموافقة بقبول طلبها والأستعداد بأجرائات السفر من الأن
وأحتاج واحدة منكم  تكون برفقتي ..

فأجابت (علا ) : بصوت يملأه الحماس .أنا طبعا من يرافقك برحلتك .  لأن بقية الأخوات لديهم مسؤليات زوجية وأنا وأنت  متفرغات لأرضاء زبوناتنا حتى ولو كانو بأخر الدنيا ..

فغمرت وجوههم الضحكات وأكملو أجتماعهم بالأتفاق وتنسيق مع بعضهم كل مايلزم بنسبة للصالون مدة رحلتها . وتدوين مايلزم من بعض مساحيق الزينة والفرش الجديدة لشرائها ومن أفضل الأنواع وأغلاها ..

وأتصلت على سائقها (أكبر ) ليأتي ويوصلها لبيتها
وفي أثناء عودتهما بالطريق  أخبرها بأنه رأى سعدون وقت الظهيرة قريب من مسجد القرية .
فأجابته :  الحمد لله أنه بخير  ولما لم تتصل وتخبرني ؟ ألم  تشعر بأني قلقة من أحتمال يكون أصابه مكروه من تلك الليلة .
فأجابها أنا أسف أختي (صفاء)  .
فأجابته اذا  تقدم حالا وأبحث عنه يمكن مازال جالسا بنفس المكان .

أجابها  هذا وقت متأخر من الليل أختي صفاء .
فأجابته بأصرار أنا قلت لك حاول .
فرد عليها : أن شاء الله .

وتقدم بسيارتهما  حتى توغل بداخل القرية  وبانت منارة مسجدها . فأوقف السيارة جانبا وخاطبها . أختي صفاء هناك كان سعدون يجلس وقت الظهر وهو يشير بيديه أتجاه المسجد .

فشعرت برغبتها  بالنزول والبحث عنه .
ولم تتمالك صبرها ونزلت  وترجل ( أكبر )
ومشى معها عدت خطوات فشعرت ببعض الأرتباك من نظرات بعض المارة وهي تمشي بصحبة سائقها التى لاتخفى على أحدا ملامحه الهندية الأصيلة .

ولكنها لم تتراجع هذا ما قررته بداخلها .

وتقدمت بخطوات متسارعة وعينان متفحصة هنا وهناك لعلها تجد ضالتها و لم ترى له خيال . فخطرت ببالها فكرة سؤال المارة عنه وأين يسكن . فأوقفت أحدى المارات
وبادرتها بالسؤال عن بيت سعدون ؟؟

فأشارت بيدها لمسافة غير بعيدة عن المسجد وأن أخر بيتا بالزاوية هو بيته . فشكرتها بأمتنان وأكملت مسيرها و(اكبر ) يمشي خلفها حتى وصلو بنهاية البيوت وأخرها بيت يبدو شكله وكأنه مهجور وله باب خشبيا متهالك ومتراكما  بالغبار . فطرقته ببعض الطرقات الخفيفة لكنها لم تسمع أي صوت .
فتقدم (أكبر) قليلا وأخد بالطرق عدة طرقات قوية حتى خاب ظنهما بوجود احد بالداخل .
فحاول( أكبر)  فتح الباب بحذر  ودخل بضع خوات وتبعته (صفاء)
وشعرت بتسارع نبضات قلبها وهي تدخل مكان وكأنه بيت أشباح ، خافت الأنوار ماعدا لمبة صغيرة متدلية بالسقف . فحاولت تتمالك من  خوفها بأرادة قوية . ونادت بصوتها : ( سعدون -سعدوون ) فلم تسمع جوابا . فكرر ( أكبر ) : مثلها ولكن بصوت أرفع ولم يسمعو أي همس يدل على وجود احدا

فهمو بالخروج معا وعند غلقهما الباب . رأو وكأن شبحا يأتي أمامهما .

بظله وشعره الأشعث ومشيته المنحنية وهو يلوح بعصاه .
فهتفت (صفاء ) :  ( سعدوون  وأخيرا كذنا نجن ونحن نبحث عنك )
فتسمر هو أيضا من هول المفاجئة ووجودهما أمام بيته . وتبادل معهما بعض النظرات وكأنه يسترجع الأمه بتلك الليلة الحارة بأجوائها وأحداثها بنسبة لجميعهم .

فبادر( أكبر ) بالكلام قائلا
( سعدون) هذا أخت صفاء كل يوم تسأل عنك وانا وهو بحثنا هنا هناك لكن انت مافي مكان موجود .

فلم ينطق بأي كلمة وبدت على وجهه علامات التساؤل فانه لم يتعود أحدا يسأل عنه أو يأتي لزيارته .
فقطعت عليه أفكاره ( صفاء) بسؤالها:  ( سعدون ) هل تذكر ماما حميدة ؟ ماما حميدة ام عبدو فأخد يحك برأسه وهزه بسرعة تدل على نفيه وعدم معرفته بالاسم .
فكررت عليه ( صفاء)  (خالة حميدة صديقة ماما ام سعيد) أنت سعيد وأنا صفاء بنت خالة حميدة .فلم تتبادر منه اي علامه او أي أستذكار .
غير انها  خطر على بالها شيى ففتحت حقيبتها وأ خدت تبحث بعض اللحظات وأخيرا أخرجت يدها وبها صورة تجمعها مع والدتها . فوضعتها امام ناظريه قائلة :  انظر هذه : (ماما حميدة وهذا أنا صفاء)

وكانه أسترجع أخيرا لذكريات طفولته .وهتف خالة حميدة واخد يرقص وكأنه طفلا وجد شيئا يحبه .

فلم تتمالك دموع ثلاثتهما من النزول .


يتبع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...