الأحد، 29 نوفمبر 2015

شوق روحي ..الحلقة ( 2 )

    (بحر عيناها )

غادرت بعهد أن تعود خلال أشهر معدودة تعتلي خلالها صهوة جواد طموحها العلمي و آفاقها الواسعة سعة عينيها الجملتين التي لم ارهما إلا باسمتين تشعان بريقا و ذكاء متقد. مرت سنوات طويلة بطيئة الخطى ثقيلة على قلبه كان يكابد فيها سياق الوحدة القاتلة و يقظم انامله ندما ..كيف تقبل أن تبتعد عنه شريكة حياته  و تنأى في اقاصي البلاد .. كيف استطاعت أن تستل منه كلمة بجواز مرورها بل انتزعتها انتزاع خرجت بروحه .. 
كأنه طفل تهدهده أمه ، فنام على نغمات صوتها ، مطوقا بصورتها الناطقة سحرا . يفتقدها فقد الأم الثكلى و يحن اليها حنين الأرض لغيثها ..لطالما غفى على ذكراها و ايقظته صورا جميلة غي أحلام وردية ترفل بالسعادة فيها ..  
أفاق من نومه على أثر انفتاح الباب ، وكان سادرا في حلم ثم انقطع ، صوت دون التحايا يخبره بأن لا قطرة ماء في البيت ، إختلاف الصوتين والشخصيتين جعله غير مباليا بالكائن الذي أمامه ! بعض الوجوه أصبحت أحد أركان الحياة الجامدة ..لا يمكن ألا يراها لكنه لا يتعاطى معها بتلك الطريقة التي يتعامل فيها مع توأم روحه الذي أراد الانفصال و الرحيل برغم تلك المشاعر التي ربطتهما معا .
تحرك يمنة ويسرى وهم بالصعود الى السطح فألفى السماء تمطر، 
 عرف المفارقة في حياته بين جدب  وفيض ؟بين روعة الحلم و ألم الواقع حلم استعصى عليه التشبث به .. 
البارحة أمطرته ليلا بوابل من مائها المنهمر حتى مطلع الفجر ، فقد بلغ منسوب مزنها حجما عميقا و سكبا من مشاعرها المرسلة ، و لم يكن  نصيبه يشكل الا رذاذا خفيفا ، تائها بين قطراتها المتلاحقة ،  سرعان ماتحولت لزخات لطيفة انعشت روحه  ، غمرته غيثا بعطاءها اللا متناهي  ، إستحم جسدا ووجدانا بعبيرها المعطر ، تأتيه من الجهات الست ،تتمثل له من كل الزوايا ، يغمض عينيه فيراها أمامه ، يرتد طرفه بدهشة، وجدها حاضرة تكبله بعنفوانها بما تغمره اياه من الحنان اللا متناهي  ، التفت الى جهة قلبه فتحسس نبضه ، شنف سمعه ايقاعين يدقان في آن ، أصاخ السمع فلم يفهم تحاور ايقاعهما لكنه إهتز طربا  لسيمفونية العشق الأبدية  ، حاول أن يعرف حقيقة السر  ؟.
أيكون روحها التي تسمو في آفاق ميممة ناصيتها نحو قمة الكون .. أرادت أن ترتقي السحاب و حققت ما أرادت لكنها لم تبتعد عن مسارها الكوني و مدار حياتها ..اتخذته كوكبا تدور في فلكه و تستمد من انواره المنعكسة شهاب مسارها في فضاء اللامحدود ...
تبقى شمسه المضيئة  التي يستمد منها الدفء و النور ..و يبقى بالنسبة إليها محور فلكها ..مهما ابتعدت في فضاء الكون يبقى قبلة روحها و محور مسارها الأبدي ..


بقلم : اشتياق ال سيف 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...