بقلم الكاتبة : هدى العوى
الفصل العاشر
الفصل العاشر
تنفست الصعداء وهي
تخرج من بيت سعدون .ويبدو عليها شدة التأثر والحيرة مما رأته عيناها هل هو سعدون من
يسكن تلك الغرفة ؟ أو شخص أخر . شعرت بأعياء . وتتمنى لو احدا معها ويشاركها بما تشعر .
كان ( أكبر ) بأنتظارها
بالقرب تقدم وسألها خيرا يأختي صفاء ؟؟ يبدو عليك التعب هل حصل لك مكروه ؟ وهل رأيت
سعدون بالداخل ؟ فلم ترد عليه جوابا . وواصلت سيرها قليلا . ووقفت فجأة وكأنها تذكرت
شيئا ( اكبر ) هل رأيت أحدا يخرج من بيت سعدون عندما كنت بأنتظاري ؟ فأجابها بالنفي .
اذا هل بأمكانك
البحث عنه معي حالا لابد أن اجده .
رد عليها .أن شاء
الله .
فغيرو أتجاههم عن
مكان سيارتها .ليجولو بأزقة القرية والسؤال عن سعدون هنا وهناك .
حتى رأت مجموعة
من الرجال والصبيان ك دائرة ومتزاحمين على شيئا يحدث . فاسرعت بالجري كغيرها لترى ماذا
يحث ولما كل هذا التجمع من الناس ؟ وكلما أقتربت
سمعت بعض الكلمات المتقاطعة .
ومما تبادر لأذنها
مسكين . لاحول ولاقوة الابالله ، أين أخوته ، ازداد أحساسها بأن عليها التقدم اكثر
وأكثر لتدخل بين تلك الجموع . وتتفاجئ هو سعدون Face screaming in fear ماذا حدث ؟
رد عليها احد المتواجدين
هذا المسكين لديه حالة غريبة . يصرخ خائفا من الشرطة والسجن وكأنه محاط بالجلادين .
شعرت بأنها بحاجة
لأن تصرخ وتشاركه بنفس الأحساس وتنتشله بيديها من وسط تلك الكومة البشرية الملتفة حوله
دون أن تساعده بشئ غير التفرج والشفقة .
فهم( أكبر ) بمشاعرها وقبل أن تنطق بأي كلمه دخل ببعض
المزاحمة وأخد يربت على كتفه قائلا : سعدون
أنا أكبر أنهض مافي هنا شرطة مافي سجن .انظر هناك وهو يشير بيده لصفاء . فلم يرفع سعدون
راسه وهو يضعه بين ركبتيه ويديه بأذنيه وكأنه يهرب من أصوات الشرطة قادمة لأخده .
فحاول( اكبر) تهدئته دون فائدة
على مرأة من صفاء
وغيرها من جمهور
المتفرجين .
فما كان منها غير
الدخول والتقدم بالقرب منه قائلة بلهجة حادة سعدون انظر الي أنا أختك صفاء بنت خالة
ام عبدو .فلم يحرك ساكنا وكانه لم يسمعها . فهزته بيديها لعله يفيق من هلوسته وخوفه
.. فقررت بداخلها لابد من أفاقته وتخلصه من رعبه . فخاطبت المتفرجين بأن يبتعدو عنه
. ولاداعي بالتجمع. فبعضهم تحرك من مكانه ولأخر يتسائل من هي وماتقرب له وووووالخ
. فلم تشعر بأي أهتمام لنظراتهم و همساتهم وشكوكهم . غير أنتشال سعدون من مكانه .
حمله ( اكبر بمساعدة
احد الواقفين للسيارة ) وهو مازال على وضعه بوضع راسه بين ركبتيه .
فهتف ( أكبر ) متسائلا: أختي صفاء وين في روح .
ردت عليه: أرجع بنا للمنزل
لكن هذا سعدون مريض
لازم مستشفى .
فردت عليه بثقة
لا لن يحتاج لأي مستشفى أطمئن سيكون بخير .
وصلو منزلهم . وقد
بدأ على سعدون بعض الهدوء وأستعاد وعيه من نوبة الخوف التي تعاوده بين كل فترة .
وسبقتهم بالدخول
لتخبر امها بأن سعدون معها ومحتاج بعض الأهتمام وهي من ستقوم بذلك . ولم تعطي أمها
فرصة للرد عليها لتعود للخارج (وأكبر ) يمسك به ويدخل به فأشارت عليه بأن يدخله بالغرفة
الخارجية وهي عبارة عن ملحق صغير لاتتجاوز مساحته ثلاث امتار وبقربه دورة مياه .وحوض
صغير به بعض الورود مما يعطي للمكان رونقا رغم بساطته .
جلس سعدون واكبر
مازال واقفا ."
فقالت له صفاء: بنبرة الترجي هل ممكن يا اخي ( أكبر ) أن تصاحب
سعدون بالمكوث عندنا هذه الليلة ؟
ففكر قليلا ثم جاوبها
قائلا : نعم أختي ليلة واحدة ما في مشكل .
شكرته ورجعت لأمها وأخبرتها عن حالة سعدون ولكن لم تذكر لها تطفلها
على حياته والدخول خلسة لبيته .
فاستحسنت عملها والآتيان به ليكون تحت رعايتهما . فهو أبن صديقتها حتى
وأن لم يعجبها مظهره وتصرفاته البلهاء في نظرها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق