بقلم الكاتبة : هدى العوى
الفصل الثاني عشر
الفصل الثاني عشر
تركت سعاد خلفها وخرجت وكأنها تعطيها رسالة بأنها لاتستحق وظيفتها ك
طبيبة لأن الطب أسمى وظيفة أنسانية ومثلا للعطاء .ولكنها للأسف تستخدمه واجهة أجتماعية وكسب مادي .وتتخلى عن أقرب الناس وهو بأشد
الحاجة لمساعدتها وأحتوائها العاطفي والأهتمام ولو بأقل القليل .
لكن أنانيتها وتفكيرها بالمظاهر الأجتماعية أقوى عندها من أحساس الأخوة .
هذا ماحدثت نفسها به وتمنت لو انها وجهته لسعاد قبل أن تدير ظهرها بالخروج ..
وماهي الألحضات لتنهي خطواتها بممر عيادات الأطباء وتخرج لترى النور
الشمس التي تعشقها رغم شدة حرارتها. تتصل لسائقها .فيجيبها : أنا قريب .دخلت سيارتها
بصمت ومستاءة المزاج من موقف سعادوأنانيتها .
أخدت نفسا عميق وكأنها تحاول نسيان ماحدث . .
نظرت لساعتها وقد قارب الوقت ظهرا . لن أتدرع بتأخير وقتي سأكمل مهمتي
هذا ماكانت تفكر به .
خرجت من صمتها : سعدون أختك سعاد تبلغك السلام .
رد عليها: لا سعاد لاتسلم علي ..
شعرت ببعض الخجل وفضح كذبتها
سعدون ذكي ومن الصعب التلاعب بمشاعره أو ينخدع بزيف الكلمات .
سالته : سعدون هل تذكر الخالة سلومة الحربوعة ؟؟
لا لا هي الى ضربتني وشتمت والدتي . أنا ما أحب السجن اوقفوني اوقفوني
لاتأخدوني للشرطة Loudly crying
faceLoudly crying face
أرتبكت وأوقف السائق السيارة جانبا . حاول سعدون الهروب وهو يصرخ أتركوني
لا أريد السجن .
فزعت صفاء من تصرفه وشعرت بالندم
لتسرعها وذكر الشبح المخيف لمسامعه تلك الجربوعة .
وضعت يدها على كتفه لتربت عليه وتعتذر منه . لتشعره بالأمان وأن مايفكر
به مجرد أوهام لاصحة لها .ويجب أن يتخلص منها .
مرت دقائق لكنها صعبة وطويلة .
ياألهي ماهذا اليوم المتعب . وأي مواقف اضع نفسي بها .هل ما ما أقوم
به صح أم خطئ .بدا الأرهاق عليهم فأمرت السائق بالأسراع برجوعهم . وقبل أن يصلو ببضع
امتار رأت عجوزتان يقفان بمحادات الشارع يأشران بيديهما لوقف سيارة تصلهما لوجهة معينة .
فبادرت قائلة : قف قرب تلك
العجوزتان ولنوصلهما معنا .
أجابها : نعم أختي صفاء . ولكن اولا أوصلكما للبيت انت وسعدون .
ردت عليه قائلة : سعدون فقط
من ينزل ويرتاح وأنا أكون معك لتوصيلهم.
وقف بجانبهما وسالتهم صفاء عن وجهتهما فاخبروها بأن مشوارهما خارج القرية
.فأستحسنت بداخلها حاجتهما لهدف يساورها .
أوصلت سعدون لمنزلهم وفتحت له الباب ليدخل غرفة الملحق . وأعطت أمها
خبرا بوجوده .وخرجت لتنظم مع العجوزتان بالسيارة . فبادرتهما بالكلام وحاولت خلق أي
حديث بينهما وأخيرا .سمحت لها فرصة للسؤال هل تعرفان سلومة الجربوعة ؟؟ ردت عليها سلومة من لايعرفها لقد كانت كذا وكذا .....
نعم خالة وأين تسكن؟؟
من زمنا طويل جدا لم نراها .
نعم خالة كل تعرفي أين كانت تسكن قبل ارجوك خالة اذا ساعدتني بالعثور
عليها . سأعمل لك خدمة توصيل مشاويركما كل يوم .
صحيح يا أبنتي هذا مانحتاجه ،
شعرت بالفرح لهذا العرض المغري .
وتحمست بوصف مكان سلومة القديم . وصلو مكان يبدو موحشا والكثير من القطط
تتضلل على حيطان البيوت . فأشارت اليها بيديها ذاك هو بيت سلومة ولكن يمكن تكون أنتقلت
لمكان جديد . كما قلت لك من سنين لم نراها .
شكرتهما صفاء وقالت لأكبر أن يقف لتنزل وهو يكمل مشواره ويوصل العجوزتان
ويرجع لها .
وصلت للبيت المنشود رأت بعض السلاسل تربط بين درفت الباب ومتصلة بقفلا
من الداخل . ولايوجد لشيئ أسمه جرس فلابد من الطرق
وضعت طقت بيدها عدة طرقات ولم يجبها احد . أخرجت مفتاحها وأخدت تطق
الباب بصوت أعلا ..يجب أن يرد علي احدا والا لن أتحرك من مكاني .
هذا هو تفكيرها وأصرارها .
وأخيرا سمعت صوت خطوات أطفال متلاحقة . وخطوات ثقيلة تقترب معهما .
فرأت وجهان يطلان عليها من خلال الفتحة الطولية للباب وأشكالهما توحي بأنهما غير طبيعيان
ولدهما عاقة . فخاطبتهما : مرحبا أين الماما ؟
فلم ترى منهما غير عيونهما بنظراتهما غير الثابتة اليها وأبداء بعض الحركات الغريبة برأسهما .
وهما يحاولان فك القفل ليخرجا من سجنهما . فتمتمت لاحول ولاقوة الابالله .
ماذا سيحدث لي ايضا بهذا الموقف ياصفاء؟
قطع أفكاره صوت يسألها من أنت وماتريدين منا ؟؟
أجابتها أنا صفاء .أبحث عن الخالة سلومة . هل هي هنا .
جائها الجواب : أنا سلومة ولا أعرف أي احدا بهذا الأسم في حياتي .
أجابتها نعم ياخالة ولكني أعرفك وأريد التحدث معك بضع دقائق فقط .
ولأي شيى الحديث أنا بحالي ولا أعرف احد ارجعي من حيث أتيتي .
لا لن ارجع يجب أن أدخل ونتحدث بشئ ضروري ياخالة سلومة ولن اتحرك من
مكاني .
عم صمت لفترة وهي تنتظر الجواب .
وأخيرا نعم سأفتح لك الباب من الجهة اليسار تعال تفضلي .
نظرت فعلا هناك باب صغير لم تنتبه له . سمعت صوت المفتاح يدور وفتح
ودخلت ورأت أمامها أمرأة عجوز يملأ الشعر الأبيض رأسها ويبدو عليها متاعب الحياة وقسوتها
من مظهرها وملابسها القديمة .. شعرت صفاء بالشفقة عليها . قائلة : أعتذر منك ياخالة على أزعاجك ولكن لن أخد من وقتك
الكثير .. فقط بضع أسالة .
نعم ياأبنتي تفضلي .
أجابتها : سعدون وسعاد وفؤاد هل تذكريهما ياخالة ؟
وضعت كفيها فوق رأسها قائلة
: هؤلاء الأطفال هم سبب تعاستي وشقائي كيف
أنساهما .
فردت صفاء وكيف ياخالة ماذا فعلو بك ؟
أنهم لم يفعلو بي شيئا ولكن أنا من فعلت بهم وظلمتهم .
نعم ياخالة اكملي .
من زمنا طويل أتمنى أن أخرج مابصدري ولكن لم يسمعني أحد فأنا وحيدة
مع اطفالي المجانين .
شعرت صفاء بصدق كلامها وشدة بؤسها . نعم ياخالة أنا أسمعك تفضلي أكملي
ماعندك .
تزوجت ابا سعيد وأنا شابة صغير ة وفجأة تحملت بثقل مسؤليته هو واولاده
الثلاثة .وكان يحبهم جدا وشعرت بالغيرة .ولم أتوانى بضربهم وحرمانهم من الأكل . وذات
يوم رأيتهم مختبئين ويأكلون خلسة ولم اتوانى بضربهم بقسوة وشتم امهم المسكينة التي
لاذنب لها .
ولكن أصغرهم سعيد وقف ومسك يدي فأخدت بالصراخ واوهمت والدهم والجميع
بانه ضربني وبأني سأشكوه الى الشرطة .وخاف وهرب وبعدها بأيام مرض والده ومات .
ورجعت لبيت اهلي أرملة وأنا
مازلت ببداية الحياة الزوجية . فكرهني الناس وتشوهت سمعتي بينهم بعد ماحصل .
وبعد عدة عدة أعوام خطبني رجلا كبير السن ولديهاالكثير من الأولاد .
وتزوجته وعشت معه بساعدة ولكن لم تدم طويلا بعد أنجبت طفلا معوق عقليا
.وتكررت نفس الحالة بالحمل الثاني . فتغير زوجي وصار يعيرني بأن لافائدة مني انجب اولاد
معوقين وصار يهينني ويضربني وتركني بهذا البيت الموحش أنا وأطفالي .أتحمل مشقة تربيتهم
لوحدي .وأعترف لك أنام الله بشعوري بالندم والحسرة على نفسي وماعملته بأطفال زوجي.
وتمنيت لو كان العقاب بي وليس بأولادي المساكين .
بان على وجه صفاء التأثر من سماع قصتها وندمها .
وسالتها اخر سؤال : هل يعني أنك لم تقدمي أي شكة ضد سعدون ياخالة سلومة
؟؟
لا أبدا فقط قلت له لأخيفه ولم يخطر ببالي بأنه سيهرب ولن يعود.
خرج من صدر صفاء أهة عميقة قائلة : لقد عاد ياخالة ولكنه متلبس بجنون
الخوف .
هل ممكن تساعديني بشئ ليرتاح ضميرك وعلاج سعدون ياخالة
نعم أتمنئ المهم يسامحني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق