بقلم الكاتبة : هدى العوى
الفصل الرابع ..
أمسكت سماعة التلفون
وردت .
السلام عليكم
: نعم أنا (صفاء ) فردت عليها سيدة بأفضل التحايا
و بلهجة عفوية ، ومختلفة قليلا عن اللهجة المعتادة
لمتطقتها .
فأجابتها
: ( صفاء) نعم خالة أي خدمة أقدمها لك ؟
فأجابتها : أنا
هيفاء هل تذكرينني ؟
أنا أبنت عم أم
خالد من الأمارات !
فردت عليها (صفاء) بنفس التحية
وسألتها عن أحوالها
. فردت عليها هيفاء انهما بخير وأن زواج أبنتها
(ورود) بعد شهرين .
فبادلتها ( صفاء
) بالتهاني والتبريكات المعتادة .
وبادر الى دهنها
بأنها تقدم لها
دعوة لحضور الزواج .
لكن سرعان ما أنتبهت
من ظنونها على صوت هيفاء وهي تسرد على مسمعها بأن أبنتها ( ورود) تريد( صفاء) أن تزينها
ليلة زواجها . والليلة التي بعدها . .
وأكملت بلهجتها
الحماسية قائلة
وأنا طبعا أم العروسة
وﻻبد أن أكون أجملهم بأبداع أناملك ياصفاء .
فأجابتها (صفاء)
: ببعض الأندهاش من طلبها نعم خالة : ولكن أنا لم أخرج من البلد لأزين عروس !
فقطعت عليها كلامها
قائلة .
أبنتي ليست أي عروس
وأنت لست أي مزينة .
سأوفر لك أقامة
مريحة أن أحببتي تكون بجناح خاص عندنا أو احجز لك بفندق قريب حسب راحتك .
وسأدفع لك تذكرة
الطيران مع مرافقتين . وأرسل لك عربون أو المبلغ كاملا قيمة عملك أنت ومرافقيك ، واذا
أردت برفقتكم رجلا من أقربائك فاهلا ومرحبا
ويشرفنا بحضوره مع أحبتنا .
ولم تترك لها مجال
بالرد بالموافقة أو ابداء اي كلمة لأسترسالها بالكلام وقوة نبرتها .مما أنطبع على مسمعها
انها سيدة ذات شخصية قوية وقيادية للأخرين
غير أن (صفا أجابتها
: ممكن تعطيني وقت لأرد على طلبك ؟
فاجابتها: نعم نعم
فردت: (صفاء
) خالة (هيفاء) :اذا ممكن تعطيني رقم هاتفك
لأرد عليك غدا أن شاء الله .
فردت( هيفاء) بكل
تأكيد عزيزتي تفضلي .
وأخدت صفاء القلم
ودونت الرقم .
وأنهت مكالمتها
وتنفست الصعداء .
وبدأت على محياها بوادر السعادة
لأحساسها بالنجاح
والرضى عن نفسها .
فلاحض عليها الجميع
تلك السعادة ولكن لم تسألها أي واحدة من الموظفات
عن مضمون المكالمة .
غير انها همست لموظفة
الأستعلامات . قائلة : أكتفي بالزبائن الموجودات
بالمحل ولاتقبلي أي زبونات غير التي لديهم حجز فقط
وأكملت أخبري بقية
الأخوات بأن لدينا أجتماع بعد خروج أخر زبونة من المحل ، وأطلبي لنا بعض الأكل والمشروبات الطازجة ضروري
تكون طازجة .
فردت عليها: نعم فهمت ماتريدن .
وتقدمت لأم البنات
وقالت لها تفضلي أنه دورك لأزينك ياأم العروسات .
فنهضت وأدخلتها
لركن من المحل ومنعزل قليلا وله ستارة من الستان والخرز مما أعطاه رونقا وتميز عن بقية
أركان المحل .
تفضلي أجلسي وهي
تشير لكرسي يشبه السرير لكنه أصغر قليلا .
مما أشعر الأم ببعض
الأستغراب وقالت ااجلس هنا ؟؟
أجابتها صفاء: نعم
تفضلي لأعمل لك بعض المساج والأسترخاء قبل المكياج .
فردت عليها قائلة
عفوا : أنا لم أحجز لأي مساج فقط لأسرح شعري
وبعض المكياج .
فأجابتها صفاء
: اعرف ولا تهتمي أنا من أقدم لك هذه الخدمة البسيطة كاهدية لك . ﻻني شعرت بأنك متوترة
وقلقة ولايبدو عليك مشاعر الفرحة .
فخرجت زفرة من صوت
الأم قائلة :
أه ياأختي لأول
مرة أحدا يشعر بمعاناتي ويهتم بي وأحمرت عيناها وحاولت بأقصى أستطاعتها أن تمسك دموعها من النزول .
فردت عليها صفاء:
بصوتها الحنون ،لاتهتمي الجميع لديه مشاكل
انت فقط أسترخي
ودعيني أهتم بك.
فأخدت بالأستلقاء
مما أشعرها بالراحة وأنامل صفاءتلامس جسمها بامتزاج الروائح والزيوت الدافئة .مما اشعرها
وكأنها تعيش بحلما جميل .
وبعد قليلا سألتها
صفاء: ومارأيك ياأختي هل شعرتي بأرتياح الأن
فأجابتها طبعا وأكثر
مما توقعت .ليتك فعلا تكوني أختي ياصفاء : فأنا لم أشعر يوما بأحساس الأخوة وأنا البنت
الوحيدة لأمي .
فأجابتها صفاء:
وأنا مثلك أيضا ويشرفني أن تكوني لي أختا طيبة مثلك .
ولديك بناتك بكونا
لك مثل الأخوات .
فأجابتها : نعم
عوضني الله بهما ولكن
فأجابتها صفاء
: ولكن ماذا عزيزتي .
أشعر بأن شئ بداخلك
ويسبب لك الأزعاج .
نعم ياصفاء : بناتي
كما رأيتهما متقاربتان بالعمر لكنهما بعيدتان بقلوبهما عن بعض بسبب الغيرة بينهم وأختلاف
شخصياتهم .
وما يقلقني أن أزواجهما
أصدقاءو تربطهما علاقة أخوية ولايفترقان أبدا عن بعضهما .
فردت صفاء : جميل
جدا هذه العلاقة بينهما والأروع فيها أنهما يتزوجان من أختان .
فردت عليها : نعم
بنسبة لهما شيئ جميل .
ولكن يمكن أن تؤثر
صداقتهما على سعادة بناتي وأستقرارهما .
فردت عليها صفاء:
بأستغراب وكيف ياأختي .
كما قلت لك بأختلاف
شخصية البنات
وأزواجهما لا يخبأا
ن عن بعضهما أي شيى حياتهما واسرارهما مفتوحة وكل واحدا يعرف عن الأخر حتى أنفاسه أنهما
روحا واحدة كما سمعت من أهلهما .
ومايقلقني أن بعد
الزواج كل واحدا بهما ينقل للأخر تفاصيل حياته
مع زوجته .وبكون هناك تفاوت وأختلافات فتكون
مقارنات ببنهما
وهذا كفيل بعرقلة
المشاكل بحياتهما
فاجابتها : لاعليك
يا أختي اذا كان هذا مايقلق راحتك فالمسالة بسيطة جدا ويمكن تفادي المشكلات التي تخافين
منها وتؤثر على سعادة العروسات .
فهتف نعم كيف هو
برأيك حبيبتي صفاء .
أجابتها : أن تاخدي
كل واحدة من البنات على حدة وتتكلمي معها بأن تكون حياتها كالصندوق المليئ بالكنوز
الثمينة فلايطلع عليها أي احد
ولايعرف خبايا مابها
الا القليل وأقرب المقربين . وأن مايدور بينها وبين زوجها هو يعتبر من الخصوصيات. ولاتسمح
لاي احدا التدخل بينهما حتى أنت او والدها . وكرري نفس النصيحة لأختها وبالوقت المناسب
.وأختاري أحدا من أقرباء لكل عريس أن يوصل لهما نفس النصيحة وبشكلا غير مباشر .
فتنفست الصعداء
بعد أن سمعت كلام صفاء .فقامت من كرسيها على
الفور
وقالت : هل تسمحين
لي يا أختي الحبيبة أن أحضنك وأقبلك .
فشعرت صفاء بالخجل
والأغباط . وأخدتها بالأحضان وكأنهما أختان وليس متعارفتان فقط منذو ساعة .
ولم تتمالك تلك
الأم دموعها وهي تحتضن صفاء قائلة : المفروض تكوني طبيبة وليسى مزينة .
فاجابتها صفاء لافرق عزيزتي .
بيني وبين اي طبيب .
فتوسعت عيناها بأندهاش
وكأنها تريد منها تكملة حديثها الذي لاتمل
سمع الاذان من عذوبته .
فقالت صفاء :. المراة
بطبيعتها تحب الجمال . وعندما نظهر لها ملامحها
ببعض المساحيق واللمسات المبتكرة . تشعر بالثقة بنفسها ممايتولد عندها حافز السعادة
وهي اساس صحتها وقوتها .
..
فهتفت نعم ياصفاء
انت افضل طبيبة عرفتها .
لقد جئت اليك مثقلة
بالهموم ولأن أشعر بالفرحةوالخفة ومتحمسة لأكون
هذه الليلة بأوج فرحتي وأتمنى أن تشاركيني بحضورك .
فردت صفاء :بتواضعها
المعروف
العفو أختي هذا
وأجبنا فنحن هنا لخدمتكم وسعادتكم .
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق