بقلم الكاتبة : هدى العوى
الفصل الحادي عشر
الفصل الحادي عشر
جهزت لهما الغرفة الخارجية بما يلزم لراحتهما من أغطية وبعض الأكل وأوصت
( أكبر) برعاية سعدون و تاكيد له بأن لا يخرج
من الغرفة أثناء الليل .
رجعت للداخل ويبدو عليها الحيرة بما تفعل لمساعدة سعدون
فحاولت تجنب الكلام مع أمها
لئلا يكون بينهما أي مشادة بخصوص وجوده معهم . وقضيت ليلتها تتقلب حتى توصلت لفكرة خطرت على بالها . وأستسلمت
للنوم . وما أن بدأ الصباح بأشراقة أمل وعزما للمضيئ بما عزمت عليه .كانت
امها تنتظرها بالمرصاد ولامجال للهروب من المواجهة والتحدث معها مهما
كان الأختلاف برأيها .
أستوقفتها قائلة: غريبا أمرك
ياصفاء
كنت بالأمس تستيقضين ظهرا وقبل خروجك لعملك ببعض الوقت .والأن تستيقضين
قبلي . وتغير حالك ياأبنتي كل شيئا تغير حتى
شكلك وتصرفاتك ... والسبب سعدون ليتك لم تريه ،
ولم تتعرقلي به .
فردت عليها : نعم يا امي كل شيئ تغير من ذو عرفت سعدون ولكن سأكمل معك
الحديث لاحقا أمي فلا وقت عندي للكلام الأن
دخلت المطبخ وجهزت بعض الشاي والبسكويت لأفطار ضيوفها " (سعدون وأكبر ) وبعد أن أستأذنت بالدخول كان أكبر ينتظرها ليتحرر
من مهنته التي قضاها حارسا لسعدون ، أرتشف
قليلا من الشاي وخرج . وبقيت هي مع سعدون لوحدهما . وهو يأكل البسكويت ورأسه
للأرض وكأنه ينتظر منها البدء بالكلام. فسالته
عن حاله ولم يرد عليها .فخاطبته بصوت وبلهجة حازمة قائلة:
لن أجبرك على الكلام
ولكني محتاجة أن تساعدني بخدمة
وأتمنى أن لاتردني بها . سعدون قف هز رجليك وأسمع ما أقول . بأي مستشفى
تعمل أختك سعاد ؟ أروجك أنا أحتاجها لأستشارة
ضرورية ولا أثق بأي طبيبة غيرها . فلم يحرك ساكنا غير توقف رجليه من الأهتزاز .
فشعرت ببعض الغليان بداخلها تتمنى أن تصرخ ليشعر بها ويجيبها لكن سرعان
ما جعلت حلمها أقوى ليكون سيد الموقف . فكان
بقربها عدة أقلام بأوراقها سحبت منهما قلما وورقة ووضعتها أمامه على
الطاولة قائلة: وبنبرتها الحادة: دون لي أسم المستشفى هنا هل تفهم هنا
ومسك القلم بنهايته و بأطراف أصابعه .وأخد يعمل دوائر متداخلة ببعضها
من دائرة صغيرة لأكبرها بمحاداة الورقة .وقف
ووضع بوسط أصغر دائرة حرف ( م) وترك القلم .
نظرت لتلك الدوائر قائلة :
سعدون ماهذه الدوائر هل تسخر مني ؟؟
فحرك رأسه بالنفي ففهمت انه يقصد شيئ من تلك الدوائر .
فسالته قائلة : هل المستشفى
بقرب الدوار فأخد يصفق بيديه وخرجت منه قهقهة
غريبة وكأنه يشعر بالأنتصار .
فما كان منها الأ أن تنفس عن نفسها بمشاركته تلك القهقهة Smiling face with open mouth and smiling eyes😀
اذا مارأيك أن تأتي برفقتي لزيارتها بالمستشفى . فهز راسه بعنف صارخا
لا لا سعاد تزعل مني سعاد لاتحبني .
فهدئته قائلة لابأس كن برفقتي فقط بالسيارة وأنا سازورها لوحدي ما رأيك؟
فهز راسه بالموافقة . ورجعت للداخل لتستعد لخروجها والأتصال بأكبر ليكون جاهزا بعد
دقائق .
جلس سعدون بالمقعد الأمامي مع السائق وهي خلفه بالمقعد الخلفي .
فأخدت تختلس النظر اليه من المرأة الأمامية لتدقق ولأول مرة بملامحه التي لم تنتبه لها من قبل ولون
عينيه العسليتين مختفية تحت شعراته المتدلية على وجهه بعشوائية وكانه يتعمد أخفاء وسامته
عن انظار الأخرين . فأطالة النظر بالتمعن بتلك المحاسن وهو مستمتعا بمداعبة نسمات الهواء
بوجهه ورؤية الحياة من خارج تلك القرية التي يعيش بأزقتها الضيقة . ولا أراديا وقع
نظره لوجه صفاء وهي محدقة بالنظر اليه .
فأبتسم فلمعت أسنانه البيضاء .
فأحست صفاء بالخجل وبتسرب شعورا
غريب بداخلها وقبل أن تعرف ماهو ؟! أتها صوت
أكبر وصلنا المستشفى ، غالبت شعورها وكأن شيئا
لم يكن وترجلت من سيارتها عند بوابة المستشفى وأعطت أكبر بعض النقود ليأخد سعدون بنزهة
أفضل من وقوفهما بأنتظارها .
ودخلت المستشفى وسألت بالأستعلامات عن دكتورة سعاد .. ..
فوصف لها مكان و غرفتها وانهارقم 4 توجهت وعيناها بارقام الغرف و1وهذه 2 وبعدها
3 وأخيرا وصلت هنا سعاد ياترى كيف تكون ؟؟
كانت الكراسي مكتظة بالمراجعات وكل سيدة تحمل طفلا وبعض الأطفال بجانب
أمهاتهم .فتوصلت ببديهتها بأن سعاد أخصائية أخصائية أطفال . ولكن كيف يمكن تأخد من
وقتها ولو قليلا وهي مزحومة بكل هولاء المراجعين ؟؟ وقفت قليلا تفكر فسألتها أحدى الأمهات عغوا أختي اذا عندك أي أستشارة
أطرقي الباب وقدمي الوصفة للممرضة حتى يأتي دورك . وكانه أنتبهت لشيئ فاتها فهذا المكان
يختص بزيارة المرضى وليس للمشاورات الخاصة او التعارف .
فحاولت التراجع عن قرارها والعودة لكن سرعان ماخرجت الممرضة ونادتها
مرحبا أختي هل من خدمة لك عند الطبيبة ؟! فأثلج صدرها تفاؤلا .نعم نعم أحتاج الدكتورة
سعاد لأستشارة ضرورية جدا .
فردت عليها الممرضة بغاية اللطف اذا بأستطاعتك الأنتظار بعض من الوقت
تفضلي . ولكن أحتاج تدوين أسمك وأسم طفلك .
طفلي هههه دونت أسمها
وأسم سعدون كاملا . وهمست بالقرب من اذن الممرضة أخبري الطبيبة بأن
المريض أسمه سعدون هي تعرفه جيدا .
دخلت الممرضة وما هي الالحضات حتى سمعت بمناداتها صفاء تفضلي الطبيبة
بأنتظارك .
دخلت غرفة الطبيبة سعاد وكانت واقفه بأنتظارها ومتلهفة لمعرفتها .
ومدت يدها بالسلام والمصافحة الحارة . تفضلي تفضلي أستاذة صفاء . لو
أتصلتي لكفيتي نفسك عناء الانتظار ، بدأ الشك يساور شكوك صفاء ماذا تقصد ومن تتوقعني
ياترى ؟؟
أجابتها قائلة: أنا صفاء بنت
خالة حميدة أم عبدو . هل تذكرينها ؟؟
سبحان الله . صفاء اتذكر الخالة حميدة كانت حاملا قبل أن تتوفى والدتي
هل انت من كانت ببطنها أو احدا غيرك ؟؟ فأجابتها يمكن أنا أو أخي عبدو . فأجابتها لا عبدو كان يلعب معنا ،
يعني انت ياصفاء. ماهذه المناسبة المهمة التي جعلتك تزورينني ؟ هل أنت أخصائية أجتماعية
وبأي مركز ؟
أعتدلت صفاء .وكأنها متفاجئة
بسؤالها .ولكنها بادرتها بثقة قائلة : دكتورة سعاد . أنا صفاء ومن غير أي مسميات
مهنية والتقيت بأخيك سعدون . ... الخ . والأن كل ماارجوه منك مساعدتي على معرفة أسم
زوجة المرحوم والدك .
هتفت سعاد ولما تفتشين بالماضي ياصفاء . زوجة والدي تركت البيت بعد
وفاته بأيام ولم نلتقي بها أو نراها مرة أخرى .وأنتهى امرها بنسبة لنا .ولم تربطنا
بها أي علاقة .
ردت عليها صفاء قائلة : لكن سعدون مازالت علاقته بها تؤثر على حياته
وهي سبب مابه من أضطرابات نفسية وأختياره لمظاهر الجنون بسبب عقدة الخوف الذي سببته
له من تهديداتها بالسجن .
وواصلت كلامها قائلة : دكتورة سعاد سعدون يحتاج لك انت واخوه فؤاد يحتاج
لبعض أهتمامكم وأحتوائه بحبكم . لماذا تتركونه وحيدا وهو بهذه الحالة يتسكع بالشوارع
أو يعيش وحيدا ببيتكم القديم ؟
فردت عليها سعاد : أنا من أرجوك ياصفاء سعدون اخي ولكن وضعي الأجتماعي
والعائلي لايسمحون لي بأستقباله عندي . كل ما أخافه أن يعرف أولادي بأن لهم خال مجنون Disappointed face ومايكون موقفي من زوجي لو عرف بتواصلي معه .. يمكن يسبب لي بعض المشاكل
وأنا بغنى عنها .
تاثرت صفاء من ردها وكيف تكون طبيبة وهي بهذا المستوى الأخلاقي المتدني
بأنسانيتها .
ردت عليها : ولكن اخبرني سعدون بأنك تعطيه بعض النقود ؟
ردت عليها بخجل نعم اتفقت معه أن يمر عند منزلنا بأيام أجازتي وعند
مايدق الجرس أوهم زوجي واولادي بأن هذا فقير وأعطيه ما أجمعه من الصدقات . وبعض الأكل
وهكذا أطمئن عليه .
صفقت صفاء بيديها قائلة : شاطرة دكتور سعاد ونعم الأخت أنت .
ولكن قبل أن أخرج من عندك تلبي طلبي بخصوص حضوري عندك . ماهو أسم زوجة والدك ؟؟
فصمتت قليلا وهتفت تذكرت أنها سلومة الجربوعة Smirking face
سلومة متاكدة من اسمها
نعم الكل يعرفها سلومة الجربوعة
واين تسكن تلك الجربوعة ؟؟
لا أعرف يمكنك السؤال عنها وكما عرفتي مكاني ستعرفين مكانها ياصفاء.
فبادرت صفاء بالنهوض لتخرج من مقابلة سعاد ولكن مشاعرها تغيرت نحوها
وتعمدت معاملتها ببرود مدت سعاد يدها لمصافحة
الوداع ولكن صفاءأثنت يدها ولم تمدها وهمت بالخروج . فأوقفتها كلمات سعاد .
هنيئا لأخي سعدون بك ياصفاء ، أشعر بالأرتياح يغمر قلبي بأنك ستكونين
الى جانبه وتهتمين به .شكرا لك ياصفاء من أعماق قلبي .
فبان عليها حشرجة صوتها مختنقا
بالبكاء .فلم تلتفت اليها اكثر وأنتهى لقائهما بسلام ...
يتبع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق