بقلم الكاتبة : هدى العوى
الفصل الخامس عشر
الفصل الخامس عشر
أقتربت من أمها وطبعت قبلة أعتذار
على جبينها قائلة : سامحيني ياأمي لم أقصد محاسبتك لمواقفك الماضية أو أجرح مشاعرك
بكلامي ، ولفت يدها حول كتفها واليد الأخرى تداعب شعرها .لاتهتمي ياأمي فأنت دوما أغلا ماأملك
ولن أقبل بزعلك وكل مابهمني هو رضاك عني ،
سامحيني ياأمي .
شعرت بدفئ يديها وهي تربت على كفها
قائلة لاعليك ياحبيبتي ، اذا كان هناك زعلا بداخلي فهو ندما على مافعلته بك وحرمانك من الزواج بسبب
أفكاري الاواعية بذاك الوقت ، ولكني الأن تغيرت ولا أنظر للأخرين بفو قية أو دونية
كما تتخيلن ، ولو كان سعدون رجلا عادي لماترددت لحضة بتشجيعك والأرتباط به.
ردت عليها : أفهم مشاعرك ياأمي الحبيبة
، واكررأعتذاري .
ولن أقدم على أي قرار يغضبك كوني مطمئنة .
رفعت يديها عن أمها ودخلت غرفتها وأحكمت أقفالها ، وأرتمت على سريرها
وأنفجرت بالبكاء وغرس رأسها بوسادتها حتى أنهكها التعب وأستسلمت للنوم بدموها الحارقة .
ومع شروق يوم جديد أستيقضت بتثاقل
وأحساسها بانها ماتزال تحتاج لبعض النوم ، ومافائدة أستيقاضها ، فالحياة بنسبة لها
مملة وهادئة لحد الأختناق ، سعدون هو من أعطاها
الأحساس بالسعادة وهاهي الأن ستتنازل عنه لأرضاء
أمها .
ولكن لا لن أستسلم لليأس سأتوكل على
فهو من يساعدني ويدلني لطريق الصواب ، هذا ماحد ثته نفسها ، نهضت لتغتسل وكأنها تزيل
ماعليها من أثار الهموم حتى شعرت بخفة جسمها وأستعادة قوتها ، وأتجهت نحو القبلة بصلاة
خاشعة ومتدللة لخالقها . وبعدها فتحت المصحف الشريف لتقع عينها على الأية المباركة :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا " ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل
على الله فهو حسبه أن الله بلغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ))
شعرت وكأنها تخاطب القرأن ويرد عليها
جوابا ويعطيها الأحساس بالأمان والطمأنينة
بقلبها ، لتشحن روحها بأعادة طاقتها وأن ماقدره الله لها فهو خيرا ....
تحركت لبدء يومها كما كانت وأمها بأنتظارها
وقد بدأ على وجهها الدبول فأقتربت منها قائلة : صباح الخير أمي الحبيبة ، طبعت قبلة
طويلة على جبينها لتوصل اليها تكرار الأعتذار.
فرن الجرس مرة ثم رن رنات متواصلة
، فعرفت من الطارق طار قلبها فرحا ونسيت مادار
بينها وبين أمها من أختلاف ، قفزت بخطواتها وكأنها طفلا يستقبل أمه بعد غيابا طويل :
تفضل تفضل لهجتها تفضح مشاعرها يدخل
ويلوح بعصاته وبأرتداء ثوبه القصير المائل للون الأخضر ، مناديا بصوت مرتفع صباح الخير خالة أم عبدو ، ولم يسمع منها رد التحية
، حتى بادرته صفاء قائلة : صباح النور ، تفضل
بالجلوس ، وهي مازالت واقفة ، فرفع رأسه وتلاقت نظراتهما ببعض هزت مشاعرها الأنثوبة وأحمر وجهها
خجلا فتدارك خجلها وانزل رأسه وعاد سؤاله عن الخالة أم عبدو
ردت عليه : أنها مشغولة بالداخل أستأذنته
قليلا ودخلت للمطبخ ورأت الوجوم والشحوب على وجه أمها ، وبادرتها قائلة : أمي هل تشعرين بتعب أو مازلتي
منزعجة مما حصل البارحة ؟؟ يبدو عليك التعب فلا داعي لأرهاق نفسك وأنا سأكمل عنك بقية
الأعمال .
ردت عليها بعصبية : وكيف اشعر بالراحة
وأنا اراك تنهمكين بالأهتمام بسعدون
ردت عليها مداعبة أها الأن فهمت سبب
انزعاجك ياأمي أنك تغارين من سعدون وتخافين أن يشغلني عنك أو يحوز على أهتمامي وأتركك
، لا ياأمي أنت الحبيبة فلا أحدا ممكن يأخدني أو يبعدني عنك فأنت الأصل وأنت كل شيئ
بنسبة لي ولن أنسى فضلك علي أطمنئي يا أمي .
ردت : اذا كان صحيح أثبتي لي حالا
أن تودعي سعدون وتخبريه بعدم رجوعه لزيارتنا مرة أخرى .
فتهاوت صفاء على الكرسي وشعرت بدوار
وعجزت عن الرد على أمها وتصبب وجهها عرقا .
أصاب امها الدعر والخوف عليها صفاء
صفاء مابك ياحبيبتي اعتلا صوتها بالصياح أبنتي تموت ، تبادر صوتها لسمع سعدون ، تحرك
مسرعا ورأى صفاء غير التي عرفها من قبل أنها تموت قد شحب وجهها وغارت عيناها ورقبتها
متدلية ، فأستجمع قوته وانزلها للأرض واخد يفرك شحمة اذنيها تارة وتارة أخرى يمسك راسها
و يعطيها بعض الأكسجين ، لعلها تستجيب وهو يكرر لن تموتي ياصفاء أرجوك سعدون يحتاجك
صفاء صفاء Loudly crying faceLoudly crying face أنتقل بكفيه ليعمل لها الأنعاش القلبي
بضربات متسارعة واحد اثنان ثلاثة وأعاد مسرعا ليعطيها ببعض الأكسجين واخيرا تنفست للحياة
من جديد وأسترجع لون وجهها للونه ودموعها تنزل
أحتضنتها أمها سامحيني ياأبنتي وسعدون يقف ويحاول أخفاء 0دموعه ويداه ترتجفان ، فاحضر
لها كوبا من الماء وأعطاه امها قائلا: أعطيها
قليلا فقط من الماء خالة أم عبدو وأشربي أنت الباقي ، وأنا سأتصل بالأسعاف لتنقلها للمستشفى ..
فأستحسنت فعله بنظراتها وصفاء ماتزال
شبه واعية ومازال قلق امها لم ينتهي عليها Face with open mouth and cold sweat
وماهي الادقائق قليلة حتى وصل المسعفون
ونقلت للمستشفى وهما برفقتها ، وعند ماحضر الطبيب وتم فحصها سأل أمها عن تفاصيل أصابتها
وماهي الأعراض التي واجهتها وأخبرته بكل ما حدث
ومحاولة سعدون لأنقادها . سأل الطبيب من هو سعدون فأجابته أنه أنسانا بسيط يعيش
بيننا وكان موجود بالبيت بالوقت المناسب .
رد الطبيب نعم ياخالة أم صفاء لو لم
يكن سعدون معكم وعمل لها الأسعافات وأعاد لها التنفس لكانت أبنتك الأن بأعداد الموتى أنه يعتبر بطلا فقد أنقد أبنتك أين هو ؟
وكان سعدون يقف خارج غرفة الطوارئ
بهيئته البسيطة ولا أحدا يلتفت اليها بسلام أو أهتمام ، حتى خرجت اليه أم عبدو وبرفقة
الطبيب والممرضات واشارت بيدها قائلة : هذا هو سعدون هذا من أعاد الحياة لأبنتي اقتربت
منه قائلة : شكرا لك ياأبني لن أنسى فضلك ماحييت .
تفاجئ سعدون من اللتمام الموجودين
ونظرات الأعجاب والطبيب يربت على كتفيه أحسنت ياسعدون انت فعلا بطل اليوم بأنقادك هذه
الفتاة .
فسمع تصفيق حار وهو مطأطأ رأسه خجلا
وليخفي دموع الفرح عن الأخرين ..
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق