بقلم الكاتبة : هدى العوى
الفصل السادس عشر
الفصل السادس عشر
ماتزال صفاء بغرفة الملاحظة وأمها
الى جانبها ، وعبدو يقف بقربها ولكن على أستعجال وكأنه يقوم بواجب أجباري ولم تشعر صفاء
بعاطفته الأخوية عليها ، حتى اشارت عليه بالجلوس ، فأخبرها بأن غدا صباحا رحلته مع
ابنته يقين الى كندا .
ردت عليه بصوتها الهادئ بلغها سلامي ودعواتي لها بالتوفيق. ثم
أعتدلت وأسندت ظهرها قائلة : أبنتك
يقين مازالت صغيرة وتستحق أهتمامك فلا تستعجل
بالعودة عنها وتتركها بالغربة وحيدة ، حتى ولو كانت بصحبة رفيقاتها فالتكن بالقرب منها .
رد عليها متفاخرا : لاداعي لتوصيني
على أبنتي ياصفاء وأبنتي عاقلة انها تشبهك وهذا مايجعلني أكون مطمئنا عليها ..
والأن وقد تحسنت حالتك متى تعودين للبيت ؟؟ .
ردت عليه أمه قائلة : نعم أنها بخير
وننتظر أن يأتي الطبيب ويخبرنا بنتيجة الفحوصات وبأذن الله لن تطول أقامتنا ،
ووضع على يده على كفيها مساندنا لها
ولوهلةةشعرت بلمسة حانية رغم قصرها ، وأستدار لأمه وتبدو عليه أبتسامة ساخرة
قائلا : رأيت سعدون يقف خارجا ولم أعرفه ، لما لم تعطيني فكرة عن شكله ياأمي؟!
فحاولت تدارك كلامه بسرعةقائلة : نعم
نسيت أن أن أخبرك بأن سعدون الطيب هو من أنقد صفاء ، ويستحق أن تقدم له الشكر والثناء
لفعله البطولي وشهامته معنا ..
فكأنه شعر بسوء معاملته وأستحقاره
له بالكلام .
فرد قائلا : نعم ياأمي لابد من شكره
حالا ، وطبع قبلة على جبينها وخرج مودعا أياهم ..
وأخد يجول بنظراته بردهات المستشفى
فلم يرى لسعدون أي أثر .
وأكمل سيره للخارج وترجل سيارته الفارهة
ذات اللون الأسود مما يعطيه شعور بالزهو أمام الناس البسطاء الأقل منه بالمستوى كما
يتخيل ..
وبأثناء مروره بالشارع لاحظ سعدون
يمشيى بمحادات الرصيف والوقت كان ظهرا وبشدة الحرارة فشعر ببعض الشفقة وأوقف سيارته
بالقرب منه قائلا : أدخل لأوصلك ومد يده للباب الخلفي ليدعوه للركوب ولكن سعدون لم
يهتم بدعوته وواصل سيره قدما ، فتقدم اليه ببعض الخطوات محاولا أياه الركوب معه
وقف سعدون وهو يتصبب عرقا قائلا :
لم أتوقع شخصا مثلك يقف لأنسانا مثلي لاتتعب نفسك لن أركب بسيارتك أنها لاتناسبني .
وصلت كلمته كضربة موجعة زعزعت غروره وأشعرته بأستصغار نفسه أمام هذا الأنسان البسيط
ولم يرد عليه بأي كلمة وأكمل كلا منهما طريقهما
وصفاء وأمها ماتزالان بغرفة الملاحظة
واخيرا دخل عليهما طبيب عرفت أسمه من البطاقة التي يلبسها وبها صورته وتدوين اسمه"
الأستشاري القلب و الشراين الدكتور أزهر "
فشعرت ببعض القلق لكنه سارع بلهجة
لطيفة وأبتسامه تبشرهما خيرا قائلا : أطمئني كل فحوصاتك أيجابية ويبدو أنك فقط تريدي قليلا من الأهتمام والتدليل
شعرت صفاء ببعض الخجل من لهجته ولم
ترد عليه ، وأكمل كلامه وهو يقرا التقرير ، أعتقد ياأختي صفاء أن ما أصابك اليوم بسبب
بعض التوتر والأرهاق الزائد ثم وجه كلامه لأمها انها بخير ياخالة ولكن تحتاج لبعض الراحة النفسية وتغير بعض
الأجواء ، وضرورة اامراجعة بعد أسبوعين شعرت من وقع كلماته وكأنها تسترجع 30 عام للوراء
وأستذكرت أيام طفولتهاودلال والدها والدفئ بأحضانه وحنانه التي تفتقد اليها طويلا ،
وأنتبهت لواقعها
وكانها ذكرت شيئا : قائلة بحماس أسبوعين وقت رحلتنا للأمارات .
رد عليها: لابأس يمكن أقدم لك الموعدبالوقت المناسب لك.
شعرت بالأرتياح من لهجته وتواضعه وكأنها
تتكلم مع شخص تعرفه من قبل أنه فعلا طبيب يستحق الأحترام هذا ماقالته لأمها بعد خروجه من الغرفة فردت فردت
أمها : نعم أنه طبيب يستحق الأحترام أتصلت للسائق أكبر ليأتي ويوصلهما للبيت ، وتوقعها أن
سعدون مايزال بأنتظارهما خارجا ، ولكن ظنونها بأتت بالفشل اذ لم تجده بأي مكان أو بين الموجودين بقاعة الأنتظار .. فبادرت بكلامها لتشعر
صفاء ببعض الأرتياح قائلة : يبدو أن سعدون
سبقنا للبيت ولابد أن نلحق به ونعمل له حفلة
شكر لأنقادك ورجوعك الينا بالسلامة ..
هتفت صفاء ولكن بصوت منهك هل أنت فعلا
جادة بكلامك أمي وراضية عن سعدون ؟ هل تقبلي
به بيننا وزيارتنا وقت يشاء ؟
نعم ياأبنتي سعدون سيكون كالأبن لي
ويكون اخا يساندك كما فعل اليوم .
ردت صفاء بوجوم : نعم ليته فعلا أخي
الحقيقي لما جعلته يصل لهذا الحال.. وصلت لسيارتها ويبدو عليها بعض الأرهاق وبأثناء
الطريق سألت اكبر قائلة : هل رأيت سعدون قادم الينا ؟
فرد عليها بالنفي .
وصمت الجميع حتى وصلو بيتهم ورأت بأنتظارها مفاجئة أسرت خاطرها وهي عبارة عن باقة
ورد يحملها دبدوب صغير وبأعلاها بطاقة
مكتوب عليها " برجوعك عادت الحياة" ..
أغمرت الفرحة قلبها وأبتسمت أسارير
وجهها ، وهتفت قائلة : من عند من هذه الهدية ياترى ؟؟
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق