بقلم الكاتبة : هدى العوى
الفصل التاسع
الفصل التاسع
مرت عدة أيام هادئة ومملة وصفاء بين عملها التي تستشعر منه بعض الراحة
كلما رأت على وجوه زبائنها الرضا والأستحسان بلمساتها وأبتكاراتها المتجددة لترضي بها
كل الأذواق . حتى أتسعت شهرتها لبعض المناطق البعيدة . ويتم الحجز عندها لأرقى العائلات
وأغناهم مما أكسبها ثقتهم ومحبتهم.
وذات وفي أثناء رجوعها المعتاد رواد الى سمعها أصوات سيارات الشرطة
وونات الأطفاء . فاتجهت بنظرها للشارع لترى بعض السيارات تتسارع والبعض يقف جانبا لتعي
المجال لمرور سيارات الأطفاء والأسعاف.
فشعرت ببعض القلق يتسرب الى قلبها . ماذا حدث وأين تذهب تلك السيارات .
( أكبر ) ممكن تسأل
المارة أين يوجد الحريق او تعرف مايحدث ؟؟
نعم : وقف سيارته ونزل ليعرف من أحدهم بشب حريق بأحدى المنازل المهجورة !
ونقل اليها الخبر متفائلا ومطمئنا لها.
لكنها ازداد قلقها " ماذا لو كان بيت سعدون ؟؟ لم ارى بالقرية
بيتا متهالك غير بيته "
أوصلها بيتها والشكوك والقلق يساورها وكيف تهدئ من قلقها ، وهي لاتعرف
احدا لتسأل عنه أو وسيلة أتصال تعرف بها عن أخباره .
ومضت تلك الليلة طويلة حتى تتسلل خيوط الشمس الذهبية لغرفتها .فنهضت
وقررت أن تفعل شيئا تنهي قلقها . فأستعدت للخروج بعد أستأذان والدتها . فأمرت (أكبر
) بأخدها بقرب مسجد القرية وينتظرها بالسيارة لتكمل ماتفكر به.
عرف ( أكبر ) بنيتها وفهم ماتفكر به لكنه لم يسألها وأكتفى بتنفيد أوامرها
فهذه مهمته ووظيفته بوجوده معها"
نزلت بخطواتها المتسارعة لتصل بيت سعدون فشعرت ببعض الارتياح برؤيتها
بيت سعدون كما هو ولايبدو عليه اثرا لأي ضرراو حريق . فتقدمت و أزاحت ردفت الباب ودخلت بعض خطوات وتوغلت للداخل فلم تترائ لها أي أثر لوجود أحدا
يعيش بالمكان لكثرة الغبرة المتراكمة .والمكان يخلو من أي أثاث أوأدوات الضرورية لحياة
احدا .
فهمت بالتراجع والخروج لكن أنتبهت بأن هناك سلما متصل بالدور الثاني
. فوقفت متسائلة مع نفسها هل تكتفي بمهمتها وهي الأطمئنان بأن سعدون بخير أم ستصعد
؟ فوقفت لحضات ووضعت رجلها على أول الدرجات وزاد حماسها بالتكملة رغم ماتراه من شبك العنكبوت بزواية السلم الضيقة
لتلف وتكمل بعض الدرجات وتكاد تسمع دقات قلبها وتسرب الخوف الى نفسها
، لكن فضولها يدفعها للتقدم أكثر وقفت بأخر السلم لتتفحص المكان وكأنها ورأت بأن المكان
مشابه بشكله الطابق الأرضي لكنه أكثر نظافة .وتقدمت قليلا ورأت باب مفتوح وأطلت ورأت
دورة المياه بطرازها القديم وهناك بعض فرش الأسنان والمعاجين . وبجانبها غرفة مغلقة
وصوت عصفور .اها عصفور يعني هنا سعدون ؟
فدقت بأصابعها مرة واحدة وهي تشعر ببعض الخجل لتطفلها وماذا ستكون ردت
فعله لو رأها تخقتحم عالمه الوحيد " فلم
تسمع جوابا فأعادت الطرق مرة ثانية وثالثة . فأستجمعت شجاعتها ودفعت باب الغرفة فوقفت
متسمرة !! فلا يوجد أحدا بها غير قفص وبه عصفورا وحيدا وعندما رأها ازدادت حركتها بدائرة
القفص وكانه شعر بالخوف منها. وشعرت بنظراتها بأجواء الغرفة وكأنها بمكان من التراث
القديم التي تراه ببعض المهرجانات التراثية .كل شيئا بالغرفة قديم ومرتب . أامعقول
سعدون من يعيش هنا هذا ماخطر على بالهامن سؤال ؟؟
وشد أنتباهها بشيى مغطى بشماغ قديم فتقدمت لتشبع فضولها اه شهقت وهي
ترا كمبيوتر بكامل أجهزته وموصول بالكهرباء .
فوضعت يدها وشعرت بأنه كان يشتغل لدفئ ملمسه .وبالقرب منه دفترا وقلما
. ففتحت اول صفحة ومكتوب عليها تاريخ قديم وبعض الأحداث فأخدت تنشرالأوراق بأقصى سرعتها
لتوقفها باخر صفحة .
مكتوب عليها : ( صفاء كغيمة ناعمة حانية .ريحانة بأريجها ووردة زاهية .
تعثرت بطريقها وليتني تعثرت من زمانا نائيا. صفاء قمرا وأنا جمادا بارضا
بالية .. .... ...)
خالطت مشاعرها الدهشة والأستغراب .وشعرت بأن هناك أحدا يراقبها وقشعريرة
تلامس جسمها. فادارت بسرعة خلفها فلم ترى أحدا فازاداد خوفها وحاولت أستجماع قوتها لتنزل مسرعتا وكانها تهرب
من وحشا مخيف يطاردها . .
يتبع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق