الأحد، 20 مارس 2016

الفصل 19 من رواية عندما يلتقيان

بقلم الكاتبة : هدى العوى

الفصل التاسع عشر


رن هاتفها أعلانا بوصول رسالة لجهازها توقضها من سبات عميق لتأخرها بقراءة تلك الأوراق المبعثرة لتلملم بها مشاعرها المشتتة قبل أن تراها وتكتشف أسرار سعدون التي يجهلها الأخرون ونقاء سريرته وصفاء روحه .
فتحت عيناها والنعاس يغلبها لتتفحص مضمون الرسالة وهي عبارة عن وصول مبلغ مالي  بحسابها البنكي ،  ولم تصدق عددالأصفار يمين  الرقم  حتى أتسعت عيناها  لتتاكد من المبلغ التي لم تتخيل  أن تكسبه ولو بشهر كامل من العمل ليل نهار .
فتبعتها رسالة من هيفاء تخبرها  أنها بأنتظارهما غدا وستكون على أتصال معها حتى يصلو بالسلامة ...

شعرت بالحماس يجعلها  تقفز  من سريرها وتبدا بتجهيز حقيبتها وأنها تحتاج دقة لأختيار الملابس المناسبة لرحلتها رغم قصرمدتها لكنها متعددة المهمات وستكون بين الأنشغال بالتزين  وحضور أحتفاال الزواج ولابد من بعض الوقت للتنزه والترفيه ..


أكملت كل مايلزم وساعدت أمها بتجهيز حقيبتها ، وعادت لتتاكد من أكمال محتويات حقيبة التزين وكل مستلزماتها .

شعرت  بان مازال الوقت طويلا لغدا صباحا و أنها تمل  الأنتظار ولم تتعود  الجلوس بالبيت فترة ،    وهناك  أحساس لايفك بنبض شوقا    لرؤية ولو  خيال سعدون قبل سفرها .
وستحاول الأطمئنان عليه للمرة الأخيرة

وماهي الالحضات حتى كان أكبر بجوار بيتهم بعد أتصالها ، أخدت  كيس هديتها التي أشترتها ولا بد أن تصلها لصاحبها ،و بعد أن أستقرت بالجلوس بسيارتها وقبل أن تخبر أكبر عن وجهتها ، بادر اليها قائلا : أختي صفاء أنت كل يوم روح لسعدون ، أنت بعدين يصير مجنون سوا سوا ، فهمت قصد كلامه وبادرته بأبتسامة وأنه يشعر بمعاناتها وجنونها بأهتمامها بسعدون فردت عليه قائلة : هذا قدري ياأخي ، وأكمل معها بقية الطريق بصمت  ليقف بنفس المكان وتنزل هي حاملة كيس هديتها الصغير  ولكن  ثقل أمالها كبيرا عليها ويثقل كاهلها..
أتجهت مباشرة للمحل المقابل لبيت سعدون  لشعورها بالراحة والتحدث مع الرجل الطيب  صاحب الأبتسامة الحنونة  ، وعند وصلولها لم يكن قفص العصفور موجود ، ازدادت ضربات  قلبها أضطرابا و تقدمت ومن غير أي مقدمات سالت والقلق يبدو عليها قائلة : أين عصفور سعدون ياعم ؟!
أبتسم لها قائلا : لاتقلقي ياأبنتي العصفور بخير ومع  صاحبه أسترجعه مني ، فلم تتمالك شغفها بمعرفة المزيد قائلة : وكيف حاله وهل عرفت أين كان مختفيا ؟
رد عليها قائلا : قلت لك ياابنتي من قبل أنه متقلب المزاج وصعب معرفة تحركاته وأفكاره ، اذا لديك أي سؤال يمكنك أن تبحثي عنه وتعرفي كل ماتريدين منه  ..
ردت قائلة : لا ياعم أعتذر من أزعاجي لك وأتمنى أن تسدي لي أخر خدمة ؟!
رد عليها : طبعا ياأبنتي بكل سرور .
مدت يدها وأعطته الكيس بأن يوصله  لسعدون ويبلغه أنها مسافرة ، ولن تعيد البحث عنه بعد رجوعها ولاداعي للهروب منها .
تغير وجه الرجل الطيب وأختفت أبتسامته بعد سماع كلماتها ورد عليها قائلا : لابأس ياأبنتي ليس كل مايتمتاه المرء يدركه ، فلاتنزعجي بتصرفات سعدون البسيطة لأنه لايدرك عواقبها واذا كان فعلا يهمك كوني أكثر صبرا ، ولاتجعلي اليأس يتسرب الى قلبك ياأبنتي .
شعرت بالأرتياح وأستعادت ثقتها بعد سماع كلمات العم الطيب .وقدمت له الكثير من كلمات الشكر وودعته ورجعت دون أن تلقي أي نظرة بأتجاه بيت سعدون ...وأن عليها مهمة لابد من تأديتها  ..

وهاهو الوقت يمضي وهي لم تشتري هدية مناسبة تليق بالعروس ورود

وقد شغل بالها وتحيرت باختيار الهدية ؟ فماذا ستختار لعروس كالأميرات لاينقصها شيء واي هدية ستليق بها ؟ اه ليت كان لي أخت لتغيرت أشياء كثيرة بحياتي .هذا ماشعرت به وهي تتجول بين المحلات التجارية لأختيار هدية مناسبة ، وأخيرا وقعت عينها على خاتم ذهبي مرصع  ببعض
الألماس  الملونة وشكله مميز جدا عن بقية الخواتم الموجودة ، وقد شجعها البائع بأختيارها لأنه يعتبر قطعة نادرة وغالي الثمن رغم نعومة شكله ،  فأشرته واكملت تجولها لأختيار هدية ثانية لهيفاء وماذا سيليق بها غير زجاجة عطر تكون لها ذكرى جميلة  كلما رشت من رذاذها ، أستحسنت أختيارها ورجعت راضية بأنجاز كل مهماتها .

وماهي الابضع ساعات حتى حان وقت رحلتهما مع بداية يوم جديد ومختلف عن بقية الأيام . ومرت بطريقها لأصطحاب زميلتها علا  والتوجه للمطار . وبعد عدة ساعات من الانتظار والتحليق بالأجواء  خطر على بالها كلام سعدون عندما ذكر لها بوصف السفر بأنه هروب لبعيد أبتسمت وخاطبت نفسها ليتني فعلا أستطيع الهروب منك أيها العنيد .
وماهي الاسويعات قليلة ليصلا بالسلامة لمطار الشارقة ، وبعد لحضات من توجههما لصالة الخروج رن هاتفها واذا هي هيفاء تطمئن على وصولهما . وتخبرها بأن الخالة أم سيف بأنتظارهما لتقلهما بالسيارة  وتوصلهما للمنزل
شكرتها لأهتمامها دون أن تعرف منها تفاصيل اكثر عن الخالة أم سيف وكيف يمكن أن تعرفها بهذا الزحام .

ولم يدم تفكيرها طويلا اذ رأت أمراة تلبس عباءة وتغطي كامل  وجهها ببرقع ولم تظهر منها غير عيونها الواسعة  وهي تأتي بأتجاههم قائلة : أهلا وسهلا حياكم الله والحمد لله على سلامتكم ، أنا ام سيف وأنتم مؤكد صفاء وأمها  ؟أبتسمو جميعا مؤيدين كلامها وأنطبع على أساريرهما  ببعض الأرتياح من أسلوبها وحفاوة ترحيبها ،  وتولت عنهم قيادة عربة الحقائب للتتقدم بها وهم يمشون خلفها حتى وصلو مواقف السيارات ووضعت كل تلك الحقائب بالسيارة ولم تسمح لهم بمساعدتها بل تحفهم بكلماتها الترحيبة وباللهجة الأماراتية الدارجة عندهم وأستلمت القيادة وهي مازالت تغبطهم بترحيبها
وواصلو سيرهم وبما أنها المرة الأولى لزيارتهم للأمرات فلم يخفى على وجوههم بعض الأنبهار والأعجاب من أرتفاع البنايات الشاهقة وأنظمة الشوارع
وأنسيابية السيارات رغم زحمة الطريق ، فتمتمت الخالة حميدة قائلة : رحمك الله ياأبو عبدو عندما زرنا الأمارات كانت صفاء وأخوها صغار أشعر بانني بمكان مختلف كل شئ تغير فسبحان مغير الأحوال من حالا الى حال ..
ردت عليها أم سيف وهي تجلس بجانبها : والنعم بالله ..
بادرتها بالسؤال قائلة :وهي تنظر لساعتها كم نحتاج من الوقت لنصل منزل هيفاء ؟؟
ردت عليها : دقيقتين لأاكثر وقد وصلنا ونور المكان بكم .
  تغير مسار السيارة من الشارع العام للدخول بأحد الشوارع الفرعية لدخول حي راقي باشكال بيوته  التي تبدو متشابهة وتحيط بكل منزل حديقة  خارجية تبهج الفؤاد  للناظريها وبأخرها الشارع فيلا ضخمة تشبه القصور الخيالية  وعند قربهما منها فتحت  بوابة كبيرة واتجهت  أم سيف لتدخل  بهما بذلك القصر حتى بدا عليهم نوعا من عدم الأرتياح والتساؤلات التي تخطر على بال اي  ضيف يحل  على مكان مجهول لايعرف شيئ من أصحابه غير  أسم وعلاقة عابرة .
وها هي هيفاء وبصحبتها أربع بنات يقفون عند  البوابة الداخلية وينتظرون وصولهم وقد فرشت لهم سجادة حمرة من موقف السيارة تمتد من  البوابة الرئسية لدخول القصر  ونزلت هيفاء من مكانها وتقدمت بخطوات اكثر قربا  لأستقبالهم بالاحضان والقبلات الحارة وكأن لها سابق معرفة بهم ، وهي تشير اليهم بالدخول وتغمرهم بكلمات الترحيب وحفاوة الأستقبال مع بناتها الأربع ، حتى دخلت بهم للجلوس بصالة كبيرة تحيط بها النوافد الطولية  من ثلاث جهات وتدلى ستائرها المخملية مما يعطي المكان فخامة زائدة مع ديكورات الحيطان وتوزيع بعض التحف بزوايا المكان وجلست صفاء بالقرب من زميلتها علا وبجانبها أمها وهيفاء وبناتها بالجهة المقابلة ولأول وهلة يبدو أنهما متشابهات لكن بعد النظر اليهما يوضح أن أختلاف الشبه بنسب متفاوتة ، مضى من الوقت القليل وهيفاء مازالت تسمعهم كلامات الترحيب وهم يردو عليها بالشكر فلايوجد كلام بينهما ، وبعد لحضات دخلت أحدى العاملات بصينية ووضعتها أمامها فبادرتها هيفاء بالتفضل قائلة : تفضلو تفضلو لابد أنكم تشعرون بالعطش واخدت توزع قوارير الماء عليهم ثم بدأت تصب لهم العصير  وتقربه اليهم ، وعادت العاملة تحمل صينية أكبر من الأولى ووضعتها أمامهما وبها مالذوطاب من الفواكه الصيفية وبعض الفواكه غريبة الشكل ولأول  مرة يرونها ولايعرفون أسمها وبألوان مختلفة ومنسقة وكأنها تحفة فنية رأئعة ، والى جانبها صحن من الحلوى وصحن هريس مع الشاي والقهوة .

شعرت صفاء بالخجل قائلة : شكرا ياخالة لاداعي لكل هذا التعب يكفي العصير ، ولكن هيفاء لم تبالي بكلامها بل ماتزال منهمكة بالملئ الصحون من جميع الأصناف الموجودة وأجبارهم بكلماتها الترحيبة وضرورة تناول الأكل الموجود ، والبنات مازالو جالسين أمامهما ولم تحن الفرصة للتعرف عليهم ، شعرت صفاء بأن أمها مرهقة بعض الشئ من مشوار السفر ولابد أن ترتاح قليلا ، وأقتربت منها قائلة : هل تشعرين بدوار ياأمي .
ردت عليها : لاعليك ياصفاء.

فهمت هيفاء حاجتهما للراحة ودعتهما  لغرف الخاصة بهما وتقدمت أمامهما وهي تشير اليهما بالتفضل حتى وصلتهما لغرفتين بداخل موزع وأخبرتهما انهما مجهزتان بكل مايلزم لراحتهما ،
ويوجد بوسط الموزع طاولة بمرأة كبير ومزينة بباقة من الورود . وعليها بعض الأشياء التي كانت من ضروريات الضيافة بنسبة لهيفاء
وأعتطتهم تلك الأكياس قائلة لهم : أرجو أن تعجبكم وتكون مقاساتها مناسبة لتأخدو راحتكم بلبسها وتقبلوها مني كاهدية ،سألتها صفاءماهذه ياخالة هيفاء
ردت عليها : هذه مخواة وكندورة لتشعرو بالراحة بأقامتكم معنا

أخبرتها أم صفاءبأنهم حقائبهم ملئ بكل أشكال الملابس ، لكنها أقنعتهم بأن هذه عادتهم مع أعز  ضيوفهم واذا لم يقبلوها منها ستزعل منهم .
فلا مجال غير قبولها .
واخيرا أخبرتهم بأن لهم الحرية بأختيار الغرف التي تحتوي كلا منهما على سريرين منفردين .
وقد أذهلهم ماكان بداخل الغرف من ثلاجة تحتوي على أنواع المشروبات والعصائر والحلويات بأنواعها .
ويوجد على الكمدينة بعض العطور الجديدة وأنواع من الفرش والروج وعلبة مكياج جديدة .
ياللهول هذا مانطقت به علا قائلة : أننا بحلم أو حقيقة لو كنا بفندق عشر نجوم مستحيل نحصل على كل هذا السخاء ، حتى الفوط جديدة وكل شيئ يبدو جديدا ومن أفخم وأفضل الأنواع ، ردت عليها صفاءقائلة : نعم كل شيئ فخم وهذا مايشعرني بعدم الراحة ، فأنا أحب البساطة كما تعرفينني ، ومازالت تتحدثان لتنتبه بأن أمها غلبها النوم فأبتسمها بوجه بعضهما وتركاها تنعم بنومها وأنتقلتا للغرفة المجاورة وكانت بنفس المستوى غير أن ألوان شراشف الأسرة مختلفة قليلا . فأرتمت كلتاهما على سريرها وهما بغاية السعادة وبأنتظار المزيد من المفاجئات ..


يتبع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليوم الوطني السعودي 89

احتفلت المتوسطة الخامسة بالقطيف باليوم الوطني 89  جانب من اركان الحفل : ...