قصة اللص

خرج رجل هو و أسرته لرحلة يوم واحد ليقضوا وقت سعيد و مضي اليوم كما كان ان يتمنوا و اكثر ..

و لكن عندما رجعوا إلي منزلهم وجدوا شيئا غريبا في المنزل فهناك بقايا طعام في الصالة و عندما دخلت الزوجة إلي غرفتها لاحظت أن دولابها مفتوح و ملابسها ملقيه علي الأرض فعلموا أن هناك أحد في المنزل و لكنهم لم يعرفوا أنه ما زال بالمنزل و لم يخرج منه بعد !!

و بمجرد دخول الأولاد إلي غرفتهم سمع الأب صوت صريخ قادم في إتجاهه ليجد أطفاله يصرخون بوجود شخص ما في غرفتهم و لكنه محاصر في شباك غرفتهم الصغير !

فذهب الأب مسرعا إلي الغرفة ليجد رجل و معه شنطة بها متعلقاتهم معلق في الهواء و لا يستطيع الخروج من الشباك الصغير فأسرع إليه و اخرجه من الشباك و ساعده فأستغرب السارق من فعل صاحب المنزل و عرف أنه سوف يبلغ عنه في الحال و لكن فوجئ بصاحب المنزل يقول له أعلم انك تمر بظروف قاسية دفعتك للسرقة فهناك لكل فعل سبب لذلك سأعطيك فرصة واحده فقط للنجاة بفعلتك هذه !!

فسوف أعطيك من الوقت 20 دقيقة فقط لكي تجد طريقة للهروب من هذه الغرفة مع العلم أن هنالك مخرج من هذه الغرفة ....

فأخذ الرجل يفكر كيف سيخرج من هذه الغرفة فحاول جاهدا الخروج من الشباك الصغير و لكن بائت كل محاولاته بالفشل ففكر أنها غرفة ألأولاد فمن الممكن وجود مخرج سري أخر يستخدمه الأولاد للخروج فأخذ يبحث في كل أنحاء الغرفة هنا و هناك و فعلا وجد باب ففر منه و لكنه قاده إلي غرفة أخري صغيرة بها الكثير من اللعب و الكتب و لم يكن بها أي مخرج و مرت الـ 20 دقيقية دون جدوي و لم يجد أي مخرج من الغرفة ....

فدخل مالك المنزل ليجد السارق في الغرفة يقول له لقد كذبت علي لا يوجد مخرج من هذه الغرفة غيرذلك الشباك الصغير فقط !!!

فرد مالك المنزل قائلا " لا لقد تركت لك باب الغرفة مفتوحا و لكنك لم تحاول أن تفتحه !!!

كان لديك الخيار الصحيح و لكنك أخترت الخيار الخطئ فلم تحاول ان تفتح الباب للخروج و لكنك أخترت الشباك في الخفاء ..

هكذا هي حياتك فأنت تحاول أن تسرق ما ليس لك بالرغم أنك تستطيع الحصول علي المال بطريقة صحيحة بالعمل و الجهد , فأنت بذلت مجهود كبير للدخول للمنزل و السرقة و مجهود أكبر للخروج من المنزل فبإمكانك أن تستغل هذا المجهود و ذلك العقل في العمل الحلال لتحصل ما تريد..

فأنت أخترت الطريق الصعب للخروج و هو المخبئ السري أو الشباك بالرغم ان الباب مفتوح أمامك و لكنك لم تحاول علي الأقل أن تفتحه "

فرد الرجل و هو يشيح بنظره في الأرض قائلا " نعم أنا لم أحاول أن أفتح الباب بالرغم أنه أسهل طريق للخروج من المنزل "

و أعتذر الرجل علي فعلته و وعد صاحب المنزل بعدم تكرار فعلته هذه و عبر عن ندمة الشديد لفعلته هذه و أنها أول مره له أن يفعل فعلته هذه فعفو عنه الرجل و أعطي صاحب المنزل الرجل عمل لديه ليصبح الرجل بعد سنوات قليله مساعد مدير الشركة بعمله و عقله و تدبيره , و تحول مصير الرجل في يوم واحد فقط من قرار أخذه خطأ ليصبح سارق إلي أن يكون مساعد مدير في شركة كبيرة .

هكذا هي الحياة من الممكن ان تكون مشاكلها بسيطة و لكننا دائما نختار الطريق الصعب لحلها و نعقدها علي أنفسنا كثيرا , كما يجب علينا مد يد العون لمن هو محتاج ليس بالمال فهو لن يديم و لكن بالعمل ,فمن الممكن أن تنقذ حياه الكثير ليس فقط شخص واحد و لكن تخيل إن سلم الرجل أو تركه ينجوا لفعلته بدون ان يعينه لديه في شركته !!

لكان الأن رجل خطير جدا و لم يكن يؤذي نفسه فقط و لكن كان من الممكن أن يؤذي كل من يتعرض إليه .